خلال العام الماضي، وضعت الكيانات الحكومية والخاصة ضعف السمع في أولوياتها في الموضوعات المتعلقة بصحة الأم والأسرة وسط جميع الفئات المجتمعية الاقتصادية. ومع المشاركة الفعَالة لمجموعات المجتمع المدني في حملات التوعية، لا يزال هناك نقص في المعلومات حول عدد المصابين بضعف السمع الذين في حاجة إلى زراعة قوقعة، خاصة في المحافظات الفقيرة. ويقود هذه الحركة شركة ميديل مصرMED-EL، وهي شركة ضخمة رائدة في تصنيع قوقعة الأذن، وقد تعاونت في شراكة مع مؤسسة مصر الخير للمساهمة بقوافل طبية في العديد من المحافظات، كالمنيا والفيوم وأسيوط، وسوهاج مؤخرًا.
وإن القوافل الطبية في المحافظات الأقل تقدمًا اقتصاديًا في مصر تستهدف من هم أقل ثقافة و الذين يحتاجوا اهتمام أكبر من حملات ضعف السمع. وقد وُجهت دعوة لمئات العائلات للفحوصات الطبية، في حين يتم إعلامهم بأسباب ضعف السمع وخيارات الوقاية والعلاج منه، وجميعها بالمجان. ويصف أخصائي السمع البارز مصطفى يوسف المتواجد مع القافلة ,مستويات الوعي خلال أيام القافلة بأنها “مشكلة كبيرة يجب معالجتها”. ويوضح قائلًا “إن زواج الأقارب هو من عادات و تقاليد محافظات صعيد مصر، ويوجد عائلات لديها أكثر من ٣ أطفال مولودون بضعف السمع ولا يدركون أن خيارات العلاج متوافرة”.
ويعدّ التعداد السكاني لسوهاج والذي يقَّدر عند ٤ مليون نسمة هو جزء واحد فقط من العديد من المحافظات التي تحتاج إلى دعم الرعاية الصحية والطبية من القطاع الخاص وجماعات المجتمع المدني. ومع ترؤس الكشف المبكر جدول أعمال هذه الحملة التوعوية، تتشجع العائلات باستمرار على تأمين كشف مواليدهم الجدد على السمع خلال أيام من ولادتهم. ويُنصح هذا بالأخص في المحافظات التي تزيد بها معدلات زواج الأقارب، حيث إنه سبب رئيسي لضعف السمع.
وقد قادت ميديل MED-EL رحلة لقافلة أطفال متخصصة في صعيد مصر مع مصر الخير في نوفمبر ٢٠١٥. وذهبت أول قافلة إلى المنيا وأُجريت جراحة زرع قوقعة لاثنين من المرضى. وتبرعت ميديل بالعمليات وزرع القوقعة، لتعوض العائلات تعويضًا تامًا حتى تمنحهم صحة أفضل لأطفالهم، من أجل مستقبل أكثر إشراقًا.
وصرح المدير العامل لميديل مصر MED-EL تامر الشحات عن الهدف من هذه القوافل الطبية وكيف أن شركة ميديل MED-EL هي الشركة صاحبة الإسهامات الأكبر في المجتمع ككل. ويقول “يحدث تغيير حقيقي في المجتمع نتيجة لهذه القوافل الطبية. كما إن التقارب بين العائلات في صعيد مصر شديد إلى حد أن الحديث عن ضعف السمع انتشر على نطاق واسع. وقد كان هذا هو الهدف الرئيسي وراء القوافل الطبية، وسنستمر في محاولة الوصول إلى كثير من العائلات المصرية”.
وشاركت ميديل MED-EL مع قافلة سوهاج كجزء من إسهامها المستمر لتقليل معدلات ضعاف السمع في مصر وزيادة الكشف المبكر في الأطفال في سن صغير. وقد كان مقر القافلة في سوهاج بين ١٢ و١٣ نوفمبر في المنشأة. وأثناء القاقلة، تم الكشف على سمع ١٠٥ طفل مع أطباء أنف وأذن وحنجرة. وقد حُول ٤٠ طفلًا لأخصائي السمع لتأكيد ما إذا كانوا سينجحون أم لا في اختبارات السمع الأساسية. وسيُجري الأطفال الذين سيثبت ضعف في سمعهم اختبارات إضافية. وأخيرًا، ستُجرى عمليات زرع القوقعة للمرضى الذين سيُجروا جميع هذه الاختبارات، تحت الإشراف الطبي لميديل MED-EL. وتشارك ميديل الرحلة مع عائلات المرضى قبل الجراحة وبعدها، لضمان إدراك العائلة الإدراك التام لحالة الطفل وأهمية عملية إعادة
اترك تعليقا