تعدين العملات الرقمية يلوث البيئة بـ 800 طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا

تعدين العملات الرقمية يلوث البيئة بـ 800 طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا
19 / 09 / 2019

تسببت برمجيات تعدين العملات الرقمية التي تعمل في متصفحات الويب باستهلاك ما يعادل 18.8 جيجاوات من الطاقة الكهربائية ، وفق ما لدراسة أجرتها كاسبرسكي بحثت في التأثير الاقتصادي والبيئي لتعدين العملات الرقمية.

ويقارب هذا الرقم معدل الاستهلاك الكهرباء السنوي في دولة مثل بولندا، ما يعني أن عمليات تعدين العملات الرقمية تتسبب بانبعاث قرابة 800 طن من غاز ثاني أكسيد الكربون الضار بالبيئة.

وتشكّل برمجيات تعدين العملات الرقمية التي تختبئ في متصفحات الويب تهديدًا قد يتعرض له الكثير من المستخدمين من دون علمهم. وقد يُكشف عن هذا التهديد فقط بعد تفقد العناصر البرمجية لصفحة الويب، أو ملاحظة استهلاك غير معتاد لموارد الجهاز من قبل متصفح الإنترنت. ويُعدّ التعدين عبر الويب وسيلة بديلة لتعدين العملات الرقمية، تستغل زوار موقع ويب ما لتحقيق هدفها، بعد أن يحوّل الموقع أجهزة المستخدمين إلى أدوات تُستغلّ في تعدين العملات في خلفيتها من دون أن تُلاحظ.

ولكن في بعض الحالات، قد تحدث هذه العمليات بشفافية بعد طلب موقع الويب أو صفحة الويب إذن المستخدم لإجرائها على جهازه، وتوضح له أن هذا الأسلوب من تعدين العملات الرقمية سيُستخدم لتمويل الصفحة ومنع اعتمادها على الإعلانات المزعجة أو الحاجة إلى اشتراك المستخدمين فيهابالمال.

وغالبا ما لا يعار تعدين العملات الرقمية أية أهمية،إذ لا يتسبب بخسارة ملحوظة للمال، نظرا لاستهلاكه القليل من الطاقة فقط. لكن باحثين من كاسبرسكي حللوا أرقاما واردة في تقارير من مجموعة من حلول كاسبرسكي الأمنية التي تصدّت لعمليات تعدين للعملات الرقمية خلال 2018، وذلك لتحدي الاستهانة الحاصلة بهذا التهديد،فوجدوا أن التأثير الكلي لتلك العمليات مثير للقلق، حتى وإن كانت الخسائر محدودة أو لا تكاد تُدرك على المستوى الفردي.

وأظهرت تحليلات الباحثين أن استهلاك الطاقة خلال عمليات التعدين العملات الرقمية قد يصل إلى 1,670 ميغاواط-ساعة، إلا عند منع البرمجية المسؤولة عن عملية التعدين وإيقافها عن العمل. ويساوي هذا الرقم، بحسب الباحثين، قرابة 800 طن من الانبعاثات خلال العام 2018، عند تحويلهإلى مكافئه من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، بناء على المعدلات العالمية حسب الوكالة الدولية للطاقة.

وتتراوح تكاليف هذه الكمية الكبيرة من الطاقة بين بضع مئات الآلاف من الدولارات إلى نصف مليون دولار، باختلاف أسعار الكهرباء في البلدان التي تشهد هذه الظاهرة.

ويتجاوز إجمالي معدل الاستهلاك نتيجة عمليات تعدين العملات الرقمية ثلاث أضعاف إنتاج محطة “تشيرنوبيل” للطاقة النووية خلال العام الأخير لها قبل حادثها الشهير.

وقال ألكسي مالانوف، الباحث الأمني في كاسبرسكي، إن ثمّة العديد من المبادرات التقنية والقانونية الهادفة لتقليص التأثير الذي يُحدثه تعدين العملات الرقمية، مشيرا إلى حدوثانخفاض ملحوظ في هذه العمليات خلال العام 2019، وأضاف: “ستظلّ محاولات استغلال أجهزة الضحايا مستمرة، بالرغم من هذا الانخفاض، طالما وجدت الحوافز المالية. ومن المهم ملاحظة التأثير البيئي السلبي لهذا التهديد، وإن كان نادرا، ما يعني أن إيقاف هذه العمليات لا يقتصر على كونه مسألة أمنية، وإنما يرتبط ارتباطًا وثيقا بإنقاذ البيئة”.

وأكد مالانوف ضرورة تذكر هذه الأرقام عند تقييم خطورة عمليات تعدين العمليات الرقمية، بالرغم من أنطريقة التعاطي هذه مع المسألة تبدو غير مألوفة وانتهى إلى القول: “لذلك السبب، نحن نشجع الجميع على حماية أنفسهم عن طريق حلول أمنية تفحص صفحات الويب التي تباشر عملية التعدين وتوقفها”.

 

شارك الخبر

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة