“المسئولية المجتمعية للشركات استراتيجية ينبغي أن يحتضنها العديد من أصحاب الأعمال سواء الصغيرة والمتوسطة لسببين أولاهما مساعدة المجتمع والآخر تعزيز صورتهم الخاصة”
جاء ذلك في مقال للكاتب كايتلين هاموند بعنوان “كيف يمكن للمسئولية المجتمعية للشركات مساعدتك في عملك” نشر بموقع بيزنس تو كوميونتي” حيث أوضح أن هناك العديد من القضايا التي يمكن أن تكون المسئولية المجتمعية عونا فيها كالقضايا البيئية ومنها حماية الغابات المطيرة ، مساعدة اللاجئين المساهمة في دعم الأنشطة الاجتماعية المحلية للشباب
وسرد الكاتب قائمة بأكثر الأنشطة شيوعا وحصصها من مخصصات الـ”سي إس ار” للشركات الأمريكية وجاءت على النحو التالي ، الجهود المبذولة لحماية البيئة (74٪) ، القضاء على التمييز حيال الميول الجنسية (59٪) و الجنس بشكل عام (54٪) ، تحسين فرص الحصول على التعليم الجيد (59٪)، حماية حقوق الإنسان في الخارج (49٪) ، وضع حد للتمييز/القيود على أساس الهوية الجنسية (52٪).
وتساءل الكاتب لماذا ينبغي على الشركات أن تتبني المسئولية المجتمعية لدعم أنشطتها الخاصة؟ وقدم الكاتب ثلاث أطروحات للإجابة على هذا التساؤل أولاهم أنها تسهم بشكل كبير في تعزيز العلامة التجارية للنشاط الاقتصادي الذي تمارسه.
وأوضح الكاتب أن اعتماد المبادرات الاجتماعية هو مايعزز أداء المؤسسة في السوق بصرف النظر عن منافسيها ، وضرب مثلا بشركة “أحذية تومس” ـ باعتبارها مثالا عظيما للمسئولية المجتمعية للشركات ـ حيث قام صاحبها بمبادرة التبرع بزوج من الأحذية لكل محتاج في جميع أنحاء العالم أمام كل زوج من الأحذية يتم بيعه ، وقد ساعد هذا السبب في تواصل الناس مع العلامة التجارية للشركة وارتفاع مبيعاتها.
وأكد الكاتب أن الناس يشعرون بالرضا حيال أنفسهم حينما يدركون أنهم يصنعون فارقا في العالم من حولهم عبر إنفاق أموالهم ، مشيرا إلى أن مهمة صاحب المؤسسة البارع تتمثل في قدرته على التوفيق بين مصالحه التجارية بالتوازي مع دعم قضية اجتماعية أو بيئية ، وبصرف النظر عن نهمه المتواصل لانتزاع المزيد من الحصص السوقية.
وأشار إلى أن الأطروحة الثانية تتمثل في دمج الموظفين في أنشطة الـ”سي إس ار” للمؤسسة ، حيث أن المسئولية المجتمعية كما أنها مفيدة في التواصل بين الشركة وعملائها ، كذلك أيضا فهي مفيدة للموظفين داخل أروقتها ، حيث يصيرون أكثر انخراطا مع أنشطة المؤسسة وقضاياها التي يؤمنون بها ما يمكن استثماره في نجاحها.
فعلى سبيل المثال ، تنضوي بعض الوكالات العقارية الأمريكية في شبكة تسمى “وكلاء الخير” ، حيث تتبرع بمانسبته 10٪ من عمولة مبيعات المنازل للجمعيات الخيرية ، فمن هنا يمكن للوكلاء أن يشعرون بالرضا الشخصي حيث أنهم لايسعون فقط للربح ولكن أيضا المشاركة في الأعمال الإنسانية القربية من قلوبهم ، وفي نهاية المطاف ، يصب هذا الأمر في المصلحة التجارية للشركة.
واختتم الكاتب أن أنشطة المسئولية المجتمعية تسهم بشكل كبير في تقليص نفقات المؤسسة ، فعلى سبيل المثال الشركات التي تتعهد بحماية البيئة تبدأ في إحداث تغييرات داخل أروقتها أولا كإعادة التدوير، والتحول إلى الأجهزة والتكنولوجيا الصديقة للطاقة، والحد من استخدام المياه، الخ ، مايصب في خانة خفض التكاليف وتعزيز الاستدامة الخاصة بها على مدار سنوات قادمة.
اترك تعليقا