ترجمة : محمد الغباشي
“حتى الآن مع عدم الاستقرار الذي يشهده العالم فإن العديد من المنظمات لديها الفرصة لإعادة تعريف ماهية “المسؤولية المجتمعية” ، وإلى أي مدى الدور الكبير للشركات في المجتمع يمكن أن يكون”
جاء ذلك في مقال لـ “أليسون دي سيلفا” ـ نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة كون كوميونيكيشنز لأبحاث المسؤولية المجتمعية للشركات في مقال لها نشرته على موقع تربلي بنديت بعنوان ” عام المسؤولية المجتمعية للشركات : 10 محددات للعام 2016 .
وأضافت دي سيلفا “نحن على أعتاب نهاية عام 2016 ، مما لاشك فيه أن اضطرابا قد أصاب كل من قطاعي الأعمال والمسؤولية المجتمعية على سواء، وذلك نظرا للتضخم الشديد في العديد من الأزمات السياسية على رأسها اللاجئين والتي أفضت إلى نتائج سياسية غير متوقعة من كل أنحاء العالم ، ولذلك فإن العالم سيكون مختلفا عما كان عليه خلال الإثني عشر شهرا الماضية”.
وأكدت دي سيلفا أن التكنولوجيا لعبت دورا رائدا في التواصل سواء مع العاملين أو المستهلكين وخلق مناخ من التنمية المستدامة.
وفندت دي سيلفا 10 محددات أثرت على المسؤولية المجتمعية للشركات خلال عام 2016
المحدد الأول: صراع الشركات مع القيم
ورأت دي سيلفا أن بعض القضايا المجتمعية حينما أوشكت على الانفجار، اتخذت بعض الشركات موقفا دفاعيا حيال بنود لم تكن متواجدة في تقارير المسؤولية المجتمعية لديها ، وإلى أبعد من ذلك ، فقد استخدم المدراء التنفيذيون لتلك الشركات قوتهم في المساومة والمفاوضات للتأثير على صناع القرار وفرض رؤيتهم على الموضوعات المهمة.
وضربت دي سيلفا مثلا على ذلك قائلة “بعد مرور أسبوعين فقط من إعلان عدد من الشركات لخطط التوسع الخاصة بالمسؤولية المجتمعية ، أصدرت شركة “باي بال” بيانا قالت فيه إنها ستوقف تلك الخطط التوسيعية بسبب تشريعات بولاية نورث كارولينا الأمريكية شعرت الشركة أنها تقلص من الحماية المفروضة لحقوق المثليين والمثليات والمتحولين جنسيا من المواطنين.
المحدد الثاني : التفاعل عوض عن التقارير
شهد عام 2016 مرحلة جديدة في حياة “المسؤولية المجتمعية” ، حيث انتقلت الشركات من مجرد نقل تقاريرها فقط عبر ملف “pdf” ضخم الصفحات ، إلى زيادة التركيز على السرد القصصي ، واستخدام الرقمية والتجارب التفاعلية.
وضربت دي سيلفا مثلا بما فعلته شركة “هاينكن” العالمية التي قامت عند عرض تقريرها حول التنمية المستدامة بالاستعانة بمطرب الراب الهولندي “كيفن بلاكستر” والفنان ” دي رانديمي” ، وذلك عبر فيديو تفاعلي مدته دقيقتين بعنوان “دعونا نكون صرحاء” ،
المحدد الثالث : الموظفون يقودون إلى الاستدامة
قالت دي سيلفا إن الشركات أدركت بعد وقت طويل قيمة الموظفين والذين يلعبون دورا كبيرا عبر المساهمة في جهود المسؤولية المجتمعية ، موضحة أن العام 2016 تمكنت الشركات من وضع المستخدمين لديهم في وضع القيادة ماكان له أثرا إيجابيا على قضايا الاستدامة والتنمية.
وضربت دي سيلفا مثلا بما حدث لشركة “فيرجين أتلانتيك” ـ إحدى شركات الطيران العالمية ـ التي أنقذت نحو 21 ألف من الوقود ما يعادل 44 مليون دولار ، وذلك حينما قامت بتدريب الطيارين على سلوكيات يمكن من خلالها توفير الوقود ، وكذلك برنامج “FoodShare” ، الذي أطلقته مؤسسة “ستاربكس ” في مارس الماضي ، واستطاعت أن تدرب موظفيها على كيفية التعامل مع أطنان المواد الغذائية القابلة للتلف وغير المباعة التي تهدر يوميا.
المحدد الرابع : الواقع الافتراضي مرأة تجارب المسؤولية المجتمعية
سمحت شركة “تومس” باستخدام الواقع الافتراضي لمستهلكيها للاستفادة من عروض عمليات الشراء التي تقدمها.
المحدد الخامس : البيانات الكبيرة للمسؤولية المجتمعية للشركات
يرى رواد الأعمال والمبدعون في مجال المسؤولية المجتمعية للشركات مدى الثراء الكبير والنافع الذي تقدمه البيانات الكبيرة لاسيما في ظل التواصل المتسارع للعالم عبر الإنترنت ، ولدى الشركات الآن كميات هائلة من البيانات يمكنها الاستفادة منها ، حيث ترسم صورة أكثر وضوحا للقضايا الاجتماعية والبيئية المعقدة.
ومثال على ذلك ، التزام شركة جوجل ـ محرك البحث العملاق عبر العالم ـ بدفع مليون دولار لمكافحة فيرس “زيكا” ، وذلك عبر قيام فريق من مهندسي جوجل وبعض العلماء بتوفير البيانات التي يقومون بجمعها حول الفيرس لمساعدة “اليونيسيف” ما يجعل الأمر أسهل في التعامل.
المحدد السادس : المخلفات لم تعد عبئا
قالت دي سيلفا إن مخلفات وفضلات الشركات لم تعد عبئا الآن وذلك نظرا لإمكانية إعادة تدويرها والاستفادة منها مجددا في صناعات تحويلية متنوعة ، وهناك العديد من الحملات التي قادتها شركات صناعية مختلفة حول كيفية معالجة تلك المشكلة ومنها حملة “Change.org” ، والتي أثبت فرضية نهائية أن المخلفات والفضلات كنز إذا ماتوفرت شركات جيدة للاستفادة منها وإعادة تدويرها وهو مافعلته شركة “تمبر لاند” حينما قامت بإعادة تدوير الزجاجات البلاستيكية إلى أحذية
المحدد السابع : التكنولوجيا تقود المسؤولية المجتمعية
أصبحت التقنية جزءا راسخا في حياتنا اليومية ، فهي تجعل من اليسير على المستهلكين التأكد أن مايحمولونه من أموال لديها تأثير ـ من أين نشتري وكيف ندفع ـ ، كما أن التطور السريع في التكنولوجيا ساعد المستهلكين على اتخاذ قرارات التسوق عبر العديد من التطبيقات المهمة مثل “ضن جود” و”جوجل كروم أو فايرفوكس” سهلة كما تتيح العديد من الخيارات عبر صقل تجارب التصفح ، كما ساهمت التكنولوجيا في تعظيم منافع المسؤولية المجتمعية بعدما دشنت “يوتيوب” و”أبل باي” تطبيقات للتبرع جديدة.
المحدد الثامن : المستخدم يتطور من التكتيك إلى الخبرة
يتم عبر عبر مشاركة المستخدم في مبادرات المسؤولية المجتمعية التي ترعاها الشركات ، فالموظف يريد أن يرى ويستشعر ويلمس خبرات المشاركة وفهم معنى الأنشطة المجتمعية داخل وخارج المؤسسة.
المحدد التاسع: مد يد العون للاجئين
بسبب استمرار أزمة اللاجئين على نطاق عالمي ، فالشركات لعبت دورا فريدا، ساعد على تقديم يد العون والمساعدة لمن هم في حاجة ماسة ، فضلا عن رفع الوعى الاجتماعي حول هذا الوضع المعقد.
أجرت “ايكيا” تجربة رائعة في أحد متاجرها عندما قامت بتحويل واحدة من صالات العرض إلى منزل لأحد الاجئين السوريين ، ما سمح للمستهلكين التعرف على اللاجئين وفهم مشاكلهم ومعاناتهم ، كما قامت الشركة بإنشاء موقع خاص لمساعدة اللاجئين بالسويد على إيجاد فرص العمل لتتناسب مع مهاراتهم.
المحدد الأخير: لحظات تصير حركات عظيمة
شهد عام 2016 ، التزامات كبيرة وجرئية من قبل مؤسسات ذات علامات تجارية عالمية أخذت على عاتقها لحظات معينة حولتها إلى حركات تفاعلية عظيمة ومتنامية.
مع استمرار مواجهة عالمنا الحالي للعديد من القضايا الاجتماعية والبيئية المتطورة والمعقدة ، فإن عام 2017 سوف تحتاج الشركات لدفعة قوية مع القيم لتشجيع الابتكار ، كما أن العمل الاجتماعي سيكون على أعلى مستوى في المستقبل.
اترك تعليقا