الدكتور محمود فوزي يكتب «الرياضة وذوي الهمم» .. مبادرة تنموية تستحق الإشادة
تواصل بعض المؤسسات ضرب المثل الأعلى والقدوة في انتهاج استراتيجيات المسئولية الاجتماعية والأخلاقية نحو فئات ...
خضع النموذج الفلسفي للمسئولية المجتمعية للشركات لتغيير دراماتيكي من المدرسة التقليدية إلى مدرسة الحداثة ، حيث شهدت المسئولية المجتمعية اهتماما واستثمارات غير مسبوقة عمدت إلى تطويرها بشكل ملفت على مدار الأعوام القليلة الماضية.
وذكر الكاتب انكوش ماهاجان ـ مسوق رقمي ومستشار للتجارة الإلكترونية بمؤسسة “FATbit Technologies” في مقال له نشره موقع “Entrepreneur India” ـ أنه في عصر المنافسة الشديدة ، فإن أهم ما يميز الشركات هو بناء التصور العام لمنظومتها القيمية أو الأخلاقية والذي يعتمد على كيفية تعاملها مع المسئولية المجتمعية للشركات.
وأوضح الكاتب أن المسئولية المجتمعية للشركات شهدت اهتماما واستثمارات غير مسبوقة طورتها تماما على مدار الأعوام الماضية ، حيث صارت حاليا القضايا المعاصرة على المستويات كافة سواء على مستوى الإدارة العليا أو القوى العاملة وثيقة الصلة بصناع القرار من الحكومة وجميع أصحاب المصلحة.
وحدد الكاتب المعايير والمجالات المختلفة التي تفيد في فهم فلسفة المسئولية المجتمعية للشركات والفرق بين المدرسة التقليدية والمدرسة الحديثة ، حيث أوضح أن النظام الجديد للمسئولية المجتمعية للشركات انطلق في عام 2014 ، حينما نظمت كلية كارديف للأعمال ، ومؤسسة ريتشارد هاويت، مؤتمرا جماعيا حول عنوان “الغرض من المؤسسة” في البرلمان الأوروبي.
وحضر هذا الاجتماع أكثر من 120 مشاركا من بينهم مستثمرون ومنظمات غير حكومية وصانعي سياسات وممثلون من شركات مختلفة ، ويعتبر هذا المؤتمر بمثابة الخطوة الأولى في تحول المسئولية المجتمعية للشركات إلى المدرسة الحديثة بعرضها على على واحد من أكبر المنابر العالمية.
وأضاف الكاتب أنه تم كذلك استعراض المسئولية المجتمعة للشركات ضمت مخطط لنشطاء حماية البيئة في “Norvergence” ، حيث تم طرح تساؤل أساسي حول (دور الشركات في المجتمع) ـ وتمحورت الإجابات حول (خلق قيمة مستدامة للجميع ، أي للموظفين وأصحاب المصلحة والحكومة) وأفضل طريقة للوصول إلى هذا الهدف.
وقال الكاتب “في المدرسة التقليدية ، نظر العديد من الرؤساء التنفيذيين إلى المسئولية المجتمعية للشركات على أنها ضريبة مفروضة طوعا تخضع للضمير الذاتي ، وسار على النهج كذلك أولئك الذين اتبعوا الخبير الاقتصادي “ميلتون فريدمان” ، فالمسئولية المجتمعية الوحيدة للشركات هي زيادة أرباحها السنوية.
وتابع “الآن ، وببطء شديد وفي النهاية، أصبحت المسئولية المجتمعية للشركات في المدرسة الحديثة الهدف الأسمى للشركات المختلفة”.
وأشار إلى مقابلة أجراها مؤخرا ، رئيس مجلس إدارة شركة “هوم بلس” لي سونج ـ هان ، مع “Business Focus “، والتي قال خلالها :، “في الماضي ، كان الهدف الأساسي للشركات هو جني الأرباح. الآن ، عليهم أيضا التفكير في كيفية جعل العالم مكانا أفضل للعيش فيه من خلال إدراج المسئولية المجتمعية للشركات ضمن قيمهم الأساسية”.
وأضاف قائلاً: “لا ينبغي أن تكون المسئولية المجتمعية للشركات حدثا عارضا يتم لمرة واحدة فقط تقوم به فئة مختارة ، ولكن يجب أن تكون نوعا من الثقافة السائدة تتطور إلى أجندات شعبية بمشاركة مجتمعية عريضة ، فقط عندما تجعل شيئا ما هدفا ، يمكن أن تصبح جزءا من الثقافة. يجب أن تكون المسؤولية الاجتماعية للشركات نفسها هدفا للشركات حتى تصبح جزءًا من ثقافتها “.
وذكر الكاتب أن المدرسة التقليدية للمسئولية المجتمعية للشركات كانت الأنشطة المدرجة على أجندتها مرتبطة بالممارسات التجارية الأساسية ، ولكن في الوقت نفسه ركزت على العمل الخيري وتنمية المجتمع ، إلا أنه مع المدرسة الحديثة باتت المسئولية المجتمعية متضمنة في استراتيجية المؤسسة ، التي تتناول معالجة الآثار السلبية في منظومة القيم الاخلاقية ، لاسيما فيما يتعلق احتياجات المجتمع وبيئة الأعمال.
ففي مقال نشر مؤخرا في هارفارد بيزنس ريفيو ، ذكر مايكل إ. بورتر ، ومارك ر. كرامر ، أنه عندما يتم تنفيذ المسئولية المجتمعية للشركات حديثا بدون استراتيجية واضحة ، تكون النتيجة تأثيرا اقتصاديا دون المستوى المرغوب ، بعبارة واضحة ، لن تتعزز قيم المؤسسة إلا بإحداث تأثير إيجابي على المجتمع”.
وأوضح الكاتب أن المسئولية المجتمعية للشركات الحديثة أكثر توافقا مع عالم اليوم ، واكتسبت صدا جديدا على مسرح الاقتصاد العالمي ، حيث تساعد الموظفين على تعزيز مهاراتهم في مجالات مهمة مثل العمل التطوعي ، والمرونة ، والإدارة المالية ، وإشراك أصحاب المصلحة ، لافتا إلى أن هناك تحديا لتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والمجتمعي ، ولكن باختيار المسئولية المجتمعية للشركات الحديثة ، يمكن للمنظمات أن تتخذ خطوة إلى الأمام وخلق قيمة مضافة.
وضرب الكاتب مثلا على المدرسة الحديثة للمسئولية المجتمعية للشركات متعددة الجنسيا (دراسة حالة لمجموعة تاتا الهندية) ، حيث المجموعة ـ التي تعد واحدة من أقدم المجموعات في الهند ـ عملياتها في كل الأسواق الدولية الرئيسية ، لاسيما بعد عمليات الاستحواذ التي قامت بها في الأسواق الخارجية مثل “Tyco Global Network” و “General Chemicals” في الولايات المتحدة ، و ‘NatSteel” في سنغافورة ، و “Daewoo Commercial Vehicles” في كوريا الجنوبية ، و “Brunner Mond” ، و “Tetley” ، و “Jaguar” ، و “Land Rover” في المملكة المتحدة ، لتعزيز مكانتها بين الدول الصناعية الكبرى.
وأكد التزام مجموعة تاتا بالتنمية المستدامة وإدارة مختلف البرامج المجتمعية لتعزيز مفهوم المسئولية المجتمعية للشركات فيما فيما يتعلق بحماية البيئة وتنمية المجتمع.
واختتم الكاتب بمقولة مقتبسة لجامستجي نوسروانجي ، مؤسس مجموعة تاتا ، عن الاعتراف بالمسئولية المجتمعية للشركات: قائلا “في المشروعات الكبرى ، لا يكون المجتمع مجرد شريك فقط في مجال الأعمال التجارية ولكن غاية وجود هذا العمل ، ينبغي أن تكون المسئولية المجتمعية راسخة في الحمض النووي لكل منظمة. ينبغي أن تكون ممارسات المؤسسة متوافقة مع المجتمع”.
تواصل بعض المؤسسات ضرب المثل الأعلى والقدوة في انتهاج استراتيجيات المسئولية الاجتماعية والأخلاقية نحو فئات ...
كتب : محمد الغباشي “خذ الحكمة من الضرير فهو لايخطو بقدمه على الأرض حتى يستوثق ...
اعلنت مجموعه طلعت مصطفى العقاريه عن تبرعها بسداد قيمه التصالح في مخالفات ...
اترك تعليقا