أكد مدحت حسين رئيس المعاهد القومية أن تطوير منظومة التعليم في مصر هدف قومى يجب أن تساهم فيه جميع المؤسسات والجهات الرسمية وغير الرسمية ، خاصة في ظل الظروف التي تمر بها البلاد.
وقال أن تصحيح الخلل الذى أصاب تلك المنظومة على مدى عشرات السنين الماضية سيعود بالخير والنفع على مستقبل الأجيال الحالية والقادمة ، وبالتالي سيكون هناك ضرورة إلى تضافر كافة جهود الأمة للإسهام في تنقية وتعديل العملية التعليمة في مصر مما أصابها من وهن.
وأوضح حسين أن الجمعية العامة للمعاهد القومية تمتلك رؤية شاملة لتطوير منظومة التعليم لدى المدارس التابعة لها التي تحفل بتاريخ عريق سيتم الكشف عنها خلال الأيام المقبلة.
وأضاف أن منظومة التعليم تشتمل على أربعة عناصر رئيسية هي المدرسة، المُعلم، المنهج والأسرة، وناتج واحد وهو الطالب الجيد.. وتابع قائلا :”جميع تلك العناصر تحتاج إلى إعادة نظر في كل ما يحتويه كل منها، اذا اردنا أن نطور فعليا هذه المنظومة.
وعدد رئيس المعاهد اهم المشاكل التي تعترض العملية التعليمية ، وقال أن المدارس خاصة الحكومية خلال السنوات العشرين الماضية لم تعد تمتلك الأساسيات أو المقومات اللازمة لتقديم خدمة التعليم بالشكل اللائق للطالب، وفقدت كل عناصر الجذب التي كان من الضرورى أن تتمتع بها لتشجيع الطالب على تحصيل العلم ، بل أنها أصبحت طاردة ليس فقط للطالب ولكن أيضا للمعلم، وهذا الأمر يمثل ضربة قوية للهيكل الإداري والشكل العام للمنظومة ككل.
وحول المناهج التعليمية، أكد مدحت حسين أن تجارب تطوير التعليم على مستوى العالم توصلت إلى حقيقة أساسية ، وهى انه اذا اردنا أن نحصل على مُنتج جيد والمقصود هنا الطالب المتميز ، يجب أن نعيد النظر في ما نقدم له من علوم مختلفة، لذلك فان الدول المتقدمة في التعليم أعادت ترتيب أولوياتها في جميع المناهج التعليمية، وأبقت على ما هو ضرورى فقط ، بالإضافة إلى ذلك أشركت الطالب في اختيار مناهجه الدراسية وربطتها بآليات السوق واحتياجاته ، الأمر الذى دفع الطالب إلى التعامل الإيجابي مع تلك المناهج باعتبارها تتناسب مع ميولة وتمنحه فرصة جيدة لتحسين قدراته الفنية والعلمية.
وحول الأهمية التي يمثلها المُعلم ، قال حسين أن المُعلم هو آداه التواصل بين الطالب والمنهج ، ونجاح العملية التعليمة تعتمد على تنمية قدرات هذا المُعلم الذى سيقوم بأساليب مختلفة بتوصيل المادة العلمية إلى الطالب في مختلف مراحل التعليم، وبالتالي فانه من الضرورى أن يحصل المُعلم على عائد جيد يمكنه من تطوير كفاءته العلمية ويوفر له حياة كريمة للحفاظ على هيبته أو السقوط في دائرة الاحتياج من خلال الدروس الخصوصية. وأضاف أن هذا الأمر يحتاج إلى أفكار خارج الصندوق وقرارات جريئة لتعديل بعض القرارات الوزارية والقانونية.
وأشار حسين إلى أن هذا التطوير يحتاج إلى ميزانية ضخمة من الصعب توافرها في الوقت الحالي نتيجة لما تمر به مصر من محاولات خارجية وداخلية لزعزعة الاستقرار، مؤكدا أن هذا يفرض على الجميع واجبا قوميا للنهوض بمستوى التعليم في مصر.
اترك تعليقا