وزيرة التخطيط: الإصلاح الهيكلي يستهدف تحويل الاقتصاد المصري إلى اقتصاد إنتاجي

وزيرة التخطيط: الإصلاح الهيكلي يستهدف تحويل الاقتصاد المصري إلى اقتصاد إنتاجي

استقبلت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية الخبير الدولي جيفري ساكس، رئيس مركز التنمية المستدامة بجامعة كولومبيا بالولايات المتحدة الأمريكية وأحد اشهر المفكرين الاقتصاديين وذلك لبحث أوجه التعاون المستقبلي في مجال تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وخلال اللقاء، استعرضت الدكتورة هالة السعيد عددًا من ملفات عمل الوزارة، وملامح رؤية مصر للتنمية المستدامة، وعملية التحديث التي تتم على الرؤية لتواكب المستجدات العالمية وكذا ملامح الخطة الاستثمارية للدولة.

وأشارت إلى مجالات عمل الجهات التابعة لوزارة التخطيط التي تتضمن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ومعهد التخطيط القومي والمعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة، وكذلك إلى الوحدات الداخلية بالوزارة ومنها وحدة النمذجة ووحدة التنمية المستدامة، ووحدة الاقتصاد الكلي.

تحقيق التنمية المستدامة

كما تناولت بالحديث دور صندوق مصر السيادي في تعزيز المشاركة مع القطاع الخاص، مشيرة إلى مشاركة مصر في الجهود الأممية لتحقيق التنمية المستدامة في إطار الأمم المتحدة من خلال خطة التنمية المستدامة، والحرص على تبادل المعرفة والخبرات والتجارب الناجحة في هذا المجال مع كافة دول العالم وبالتعاون مع المنظمات الدولية، فمصر تأتي ضمن 10 دول فقط من دول العالم التي تقدم تقارير مراجعة وطنية طوعية لمتابعة أهداف التنمية المستدامة الأممية

وحول برنامج الإصلاحات الهيكلية، قالت السعيد إنه يستهدف تحويل مسار الاقتصاد المصري ليصبح اقتصادًا إنتاجيًا يرتكز على المعرفة ويتمتع بقدرات تنافسية في الاقتصاد العالمي، وذلك من أجل تشجيع النمو الاحتوائي وخلق فرص عمل لائق ومنتج، وتنويع وتطوير أنماط الإنتاج وتحسين مناخ الاستثمار وبيئة الأعمال وتوطين الصناعة المحلية وزيادة تنافسية الصادرات المصرية.

ويشمل البرنامج ستة محاور للعمل، محور رئيسي يتناول إعادة هيكلة الاقتصاد المصري لتنويع الهيكل الإنتاجي بالتركيز على قطاعات الاقتصاد الحقيقي، وفي هذا الإطار تم تحديد ثلاثة قطاعات إنتاجية ذات أولوية رئيسية لبرنامج الإصلاحات الهيكلية وتم اختيار هذه القطاعات وفقاً لعدد من الاعتبارات أهمها: القدرة على النمو السريع، وخلق قيمة مضافة عالية – وتوفير فرص عمل منتجة ولائقة – ووجود علاقات تشابكية قوية مع باقي القطاعات، تتمثل هذه القطاعات في: قطاع الزراعة-  قطاع الصناعة-  قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وذلك بالتوازي مع دعم القطاعات الخدمية الـمكملة والداعمة للقطاعات الإنتاجية.

تنمية الأسرة المصرية

كما استعرضت السعيد الخطة التنفيذية للمشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية بهدف إدارة القضية السكانية بشكل مستدام ومن منظور تنموي شامل، يعتمد في الأساس على الارتقاء بالخصائص السكانية كالتعليم، والصحة، وفرص العمل، والتمكين الاقتصادي، والثقافة إلى جانب ضبط النمو السكاني، مع إدماج المكون السكاني في خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية وبتحقيق أهداف سكانية من خلال تنفيذ المشروعات القومية، موضحة أن المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية يرتكز على بعدين رئيسيين هما ضبط النمو السكاني. والارتقاء بالخصائص السكانية من خلال الاهتمام بالتعليم، والصحة، وفرص العمل، والتمكين الاقتصادي، والثقافة.

وأشارت السعيد إلى مبادرة حياة كريمة كنموذج حي للتنمية المستدامة. تستهدف كل قرى الريف المصري “نحو 4500 قرية يعيش بها أكثر من نِصف سكان مصر – 58 مليون مواطن”.

ومن جانبه، قال الخبير الدولي جيفري ساكس، أن الحكومة المصرية يبدوا أنها قررت التصدي لعدد من الموضوعات المهمة والصعبة للغاية. التي لا يمكن للمرء أن يتجاهلها وتشعر الحكومات بصعوبة عندما تفعل ذلك.

أهداف التنمية المستدامة

وأضاف عندما نفكر في أجندة أهداف التنمية المستدامة، يمكننا  وضعها في عدة مجالات محددة هي  مهارات التعليم، الصحة، الطاقة والصناعة، الزراعة واستخدام الأراضي، البنية التحتية الحضرية، فمصر بحاجة إلى تعليم عالي الجودة. لا سيما إذ كان التركيز على التعليم الفني. علي أن يكون بمستوى عالي الجودة حتى يكون الأشخاص الذين يتلقون التعليم في مصر أكثر تأهيلًا لمعايير السوق الدولية

وأضاف جيفري ساكس، أن مصر تمتلك المقومات التي تجعلني أتوقع أن تصبح مصر منتجًا ومصدرًا للطاقة الشمسية، وغيرها من أنواع الطاقة المتجددة.

وأشار ساكس إلى أهمية توفير بيئة عمل مناسبة للمرأة ونظراً للبيانات الرسمية. أرى أن نسبة المرأة العاملة هى 25% و يمكن أن تصل إلى 60% ربما من خلال العمل من على بعد.

وأضاف أن كل مدرسة أو مؤسسة حكومية يجب أن يكون لها تواجد إلكترونياً، كما أن كل طالب يجب أن يكون بحوزته جهاز يمكن من خلاله الوصول بسهولة إلى المنصات الإلكترونية.

سد الفجوة الرقمية في مصر

وأشار إلى أهمية العمل على سد الفجوة الرقمية في مصر، ويمكن للحكومة أن تقوم بقيادة المنصات الإلكترونية بالتعاون مع القطاع الخاص، حيث يمكن أن يكون لدينا منصة إلكترونية للصحة وللتعليم و للمدفوعات، إذ قمتم بذلك سيكون لديكم العديد من التطبيقات باللغة العربية.

وأوضح أنه سيكون هناك فرصة لطرح مثل هذه التطبيقات إلى الخارج بعد 5 أو 10 سنوات، ويمكن تمويل تلك التطبيقات من خلال التمويل طويل المدى على مدار 30 عاماً، مؤكدا أن مصر في وضع يسمح لها تكون رائدة فى هذا المجال.

وأضاف الخبير الدولي أن تعليم الكبار ومنحهم شهادات أمر مهم ويلعب دور محوري لأنه لا أحد يقوم بهذا الدور على نطاق واسع، و خاصة التعليم الإلكتروني حيث يتميز بسهولة عملية التسجيل والحصول على شهادات معتمدة فى مجالات بعينها، كما أن التعاون مع الجامعات العالمية هو أمر هام، إذ يمكن أن يكون هناك تبادل ثقافي بين مصر وعدد من الدول، إذ يمكن أن يأتى بعض الطلاب إلى مصر لمدة قصيرة لتبادل الخبرات، مشيراً إلى إمكانية الحصول على تمويل من الجامعات الأوروبية واندماج مصر فى برامج البحث و التطوير.

شارك الخبر

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة