كتب: شريف شوقي
تأتي ملتقيات التوظيف ومبادرات توفير فرص عمل للشباب كسلاح الحكومة لمواجهة شبح البطالة، حتى فرص العمل التي نجح القطاع الخاص في توفيرها خلال الفترة الأخيرة للشباب جاءت برعاية من الدولة ممثلة في الوزارات والجامعات والمحافظات، وذلك بعيدا عن الواسطة والمحسوبية خاصة وأن القطاع الحكومي قطاع “طارد للعمالة” وليس لديه وظائف شاغرة وأن الفرص المتاحه في سوق العمل 90% منها تكون في شركات القطاع الخاص، ولذلك جاءت مبادرات وملتقيات التوظيف لحل أزمة البطالة في مصر بعد أن أصبحت الدولة تعقد ما يقرب من 10 مؤتمرات توظيف سنويا لتوفير نصف مليون فرصة عمل وللتقليل من الواسطة والمحسوبية والمجاملات واستغلال الشباب الراغب في العمل وبيع استمارات توظيف له دون وجود فرص عمل حقيقية.
وتحت عنوان “2017 عام التشغيل والتنمية”، افتتح المهندس عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة مع مطلع العام الحالي ملتقى للتوظيف في مركز شباب الحبانية ضم 100 خيمة بإشراف اللواء محمد أيمن عبدالتواب نائب المحافظ للمنطقتين الغربية والشمالية وبالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة، وبحضور أكثر من 60 شركة للتوظيف، وشارك فيه عدد كبير من مستثمري بدر وأكتوبر والعبور لعرض فرص عمل بمصانعهم كما تم تخصيص خيمة للصندوق الاجتماعي لشرح برامجه لتمويل المشروعات الصغيرة وطرح القروض الميسرة.
كما نظمت وزارة القوى العاملة مع محافظة القاهرة ملتقى التشغيل “تحيا مصر بسواعد شبابها”، وذلك بالتعاون مع ائتلاف “حب الوطن” بالمحافظة، وذلك في حديقة النادي السياسي بحلوان في 13 فبراير الجاري لتوفير 11 ألفا و528 فرصة عمل للذكور والإناث في 72 شركة بالقاهرة لمختلف المؤهلات العليا، وفوق المتوسطة، والمتوسطة، وإعدادى، وبدون مؤهلات، فضلا عن المهن الفنية من جميع التخصصات المختلفة.
وتمثلت المهن المطلوبة بالملتقى في مهندسين إنتاج، ميكانيكا، دعم فنى، شبكات، تشغيل ومبرمجين، فني تشغيل، أطباء ومدرسين، محاسبين، تمريض، مهن النسيج، التجارة والطباعة، عمال خدمات ونظافة، كاشير، في مجال الفندقة، الأمن، مندوبين مبيعات، سائقين، تعبئة وتغليف، الجزارة، المخازن، عمال دهان كهرباء، سمكرة ولحام سيارات، صيانة معدات، مراقب جودة، مراجع حسابات، تيلي سيلز، عمال تجميع ضفائر سيارات، موظفين استعلامات، تريكو وتفصيل وتشطيب وخياطة وتعبئة، عمال زراير، عراوي، مكوجية وأوفر ويتم تحديد الرواتب وفقا لسنوات الخبرة والمؤهل العلمي وطبقا للمهن المعروضة.
وفي كفر شكر بمحافظة الدقهلية، تم إطلاق المرحلة الأولى لمشروع “وظيفتك جنب بيتك” تتضمن افتتاح 6 مصانع يضم كل مصنع 120 عاملا وقد بلغت تكلفة المصنع الواحد مليون و800 ألف جنيه وتقوم فكرة المشروع على إنشاء مصنع في كل وحدة قروية بالقليوبية يقوم على صناعة الملابس، لتوفير فرص عمل لأبناء القرية وبجوار محال إقامتهم مع تقديم المساعدات الفنية والتدريب والتسويق لهم.
ونظمت مؤسسة “شباب الجمالية لتنمية المجتمع” ملتقى توظيف الشباب بالتعاون مع محافظة القاهرة والمجلس المصري لحقوق العمال والفلاحين والمرأة في 8 يناير الماضي بمركز شباب الخالدين بالجمالية، وذلك بحضور القيادات التنفيذية والشعبية بمحافظة القاهرة ونائب المحافظ للمنطقة الغربية.
وتنظم السفارة الأمريكية بالقاهرة الملتقى الثالث والعشرون للتوظيف يوم 25 فبراير الجاري بالحرم الجامعي الإغريقي ويتم خلاله توفير 5000 وظيفة في مختلف المجالات والتخصصات ويشارك فيه أكثر من 70 من أكبر الشركات المصرية والعربية والعالمية.
وفي محافظة الجيزة، نظمت وزارة الشباب والرياضة ملتقى توظيف شباب الخريجين بكلية الآداب جامعة القاهرة في ديسمبر الماضي وذلك بالتعاون مع أكثر من 45 شركة من شركات القطاع الخاص، والذي تم من خلاله توفير أكثر من 3500 فرصة عمل للشباب في مجالات عده ومنها الملابس، المواد الغذائية، السيارات. الأمن، البلاستيك، الأعلاف والتسويق الإلكتروني والعديد من المجالات الأخرى التي قدمتها الشركات المشاركة بالملتقي.
ونظمت كلية العلوم جامعة القاهرة ملتقى التوظيف السادس للشباب خريجى الكلية، وذلك بمشاركة كبيرة من أعضاء هيئة التدريس والطلاب والخريجين، بالإضافة إلى مشاركة جهات عدة منها الإنتاج الحربي، والشركة العربية العالمية للبصريات، جهاز شئون البيئة وشركة السكر.
وقالت عبلة عبداللطيف رئيس المجلس الاستشاري الاقتصادي بالمشروعات الصغيرة برئاسة الجمهورية إن ملتقيات التوظيف هى الحل الأمثل لمواجهة البطالة في مصر، خاصة وأن هناك إقبالا من الشباب على زيارة ملتقيات التوظيف لاختيار الوظائف من بين أكثر من شركة في مكان بما يتماشى مع دراستهم وإمكانياتهم وميولهم.
وأضافت “نجد على سبيل المثال مبادرة “وظيفتك جنب بيتك” والتى أقيمت لأول مرة في القليوبية والتى سوف تعمم في سائر المحافظات الأخرى والهدف منها القضاء على البطالة على أساس توفير فرص عمل للشباب “جنب بيته”، وإنتاج منتج قائم على التصدير، وقد وفرت المبادره في مرحلتها الأولى 5000 فرصة عمل ، والمصنع الواحد يضم ما يقرب من 85 عاملا وعاملة وسيتم تسليم المشروعات للشباب جاهزة على أن يقوم الشباب بسداد القيمة الإيجارية وتكاليف الأجهزة والماكينات عبر قروض ميسرة من خلال عملية الإنتاج والتصدير فضلا عن أن أحد المطورين هو من سيتولى عملية تسويق المنتج وهناك شركة متعاقدة مع هذه المصانع لشراء المنتجات وتصديرها لمدة 3 سنوات وسوف تعمل تلك المشروعات على تمكين الشباب لإدارة المشروعات بأنفسهم”.
ومن جانبه، قال الدكتور فتحى النادي استاذ الإدراة وتنمية المواد البشرية بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا إن ملتقيات التوظيف هو اتجاه الدولة حاليا لمواجهة شبح البطالة وإن القطاع الخاص يلجأ إلى مؤتمرات وملتقيات التوظيف حتى يتم فتح فرصة كبيرة أمامه لاختيار أفضل العناصر لشغل هذه الوظائف، وقد نجحت الدولة في عقد ملتقى كل شهر سواء في الجامعات أو ديوان المحافظة أو بالتنسيق مع الأحياء.
وأكد النادي أن هذه الملتقيات تهدف إلى البعد عن الواسطة والمحسوبية واستغلال الشباب الذين يبحثون عن فرصة عمل والحصول منهم على رسوم لتحقيق مكاسب خيالية لأصحاب الشركات، مشيرا إلى أن الفترة القادمة سوف تشهد انخفاضا في نسبة البطالة حيث أن القطاع الخاص قادر وحده على توفير فرص لكل الشباب العاطلين بشرط أن يكون لديهم الرغبة في العمل الجاد وفقا لإمكانياتهم دون انتظار حلم المكتب والميري.
ومن جهته، أوضح المهندس داكر عبداللاه رئيس مجلس أمناء مؤسسة “شباب الجمالية” أنه يتم من خلال المبادرات توفير فرص عمل بشركات كبرى لعدد كبير من الشباب الراغب فى العمل.
وأشار عبداللاه إلى ملتقى توظيف الشباب الذى نظمته مؤسسة شباب الجمالية لتنمية المجتمع والذى من خلاله تم توفير فرص عمل لما يقرب من 3000 شاب وشابة فى وظائف متنوعة فى مجالات مختلفة مثل الأعمال الإدارية، الأمن الإدارى فى الفنادق والسفارات والشركات الكبرى، وسائقين ومندوبى مبيعات وخدمة عملاء وفرص متنوعة بالمطاعم العالمية و شركات الملابس، الصيدليات، مزارع دواجن، أغذية وغير ذلك، بمرتبات لا تقل عن 1500 جنيه شهرياً وتأمينات اجتماعية وصحية وإجازات شهرية وسنوية وزيادات سنوية للمرتب وفرص للترقيات إضافة إلى إقامة للمغتربين وزي للعمل ووجبة أثناء العمل.
ومن جانبها، قالت الدكتورة ليلى عبد المجيد استاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة إن الجامعة تعقد ملتقى توظيف لطلاب كلية الإعلام عن طريق دعوة أصحاب المؤسسات الإعلامية والقنوات الفضائية والشركات التي تعمل فى الدعاية والعلاقات العامة لعمل ملتقى توظيف لطلاب السنة النهائية بالكلية، وهو نظام معمول به في كثير من دول العالم للبعد عن المحسوبية.
وأضافت عبدالمجيد، في تصريح خاص ل “سي إس آر”، إن هناك فوائد كثيرة لهذا الملتقى منها رعاية الجامعة للملتقى وتوفير أماكن للشركات تستطيع من خلاله أن تعرض الوظائف التي تحتاجها، وكذلك منع استغلال الشركات للطلاب الذين يبحثون عن عمل حيث أنه لا يتم دعوة أي شركة للملتقى إلا إذا كان لديها فرص عمل فعلية وتعتمد على الموضوعية والاختبارات الحقيقية لاختيار من يشغلون الوظيفة.
وقالت ” إنه لابد أن نعرف أن كثير من الشباب التحق بالقطاع الخاص عن طريق هذه الملتقيات ولا نسمح بتحصيل أية مبالغ مادية من الطلاب نظير سحب استمارة التوظيف أو دخول اختبارات الشركات بل بالعكس أحيانا تقوم الشركات بصرف مكافأت لمنظمي الملتقى والشباب الذين ساعدوا الشركات طوال فترة عقد الملتقى”.
وقالت الدكتورة جيهان عبد الرحمن نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية إنه على الشباب التوجه إلى القطاع الخاص للبحث عن فرص العمل، واصفة الوظيفة الحكومية بأنها أصبحت “موضة قديمة” في الوقت الحالي.
وأضافت جيهان عبد الرحمن أن القطاع الخاص يساهم بـنحو 90 في المائة من الاقتصاد المصري، مشيرة إلى أن ملف التشغيل وتوفير فرص العمل للشباب على رأس أولويات محافظة القاهرة، وأن الشباب على قدر من المسئولية ولدية القدرة للعمل.
وأشارت إلى أن المحافظة تقدم الدعم للشباب من خلال توفير فرص العمل، وأعلنت أن المحافظة بصدد تنظيم ملتقيين للتوظيف خلال شهر فبراير الجاري.
ومن جانبه، قال الدكتور فرج عبد الفتاح استاذ الاقتصاد بمعهد الدراسات والبحوث الأفريقية بجامعة القاهرة إن ملتقيات التوظيف أحيانا تلفت نظر الشباب إلى ضعفهم في اللغة الإنجليزية وحاجتهم للحصول على دورات في الحاسب الآلي، ولكن كثير من الملتقيات الخاصة بالتوظيف يتم عقدها للشو الإعلامي والتسويق لأسماء شركات وعمل دعاية لها رغم أنها ليس لديها فرص عمل أساسا.
وأضاف عبدالفتاح أن ملتقيات توظيف الشباب دون رعاية الدولة “ليس لها قيمة”، مشيرا إلى أنه إذا كانت الدولة ترغب في حل مشكلة البطالة فعليها رسم خطة لتشغيل الشباب بالقطاع الخاص والحكومي عن طريق إنشاء جهاز خاص بتشغيل الشباب تحت رئاسة مجلس الوزراء.
وأشار إلى أن عقد مؤتمر لتوظيف الشباب مرة واحدة فقط سنويا “شئ مضحك”، حيث أن الملتقى لن يستطيع توفير فرص عمل للجميع وبدون محسوبية في وقت الملتقى فقط، فضلا عن أن الاختبارات تتم في مقر الشركات وليس في الملتقى نفسه بل يتم توقيع الاستماره فقط في الملتقى اما الاختبارات فتتم بمقر الشركة وبالتالي فإن الملتقى ليس بعيدا عن المحسوبية، كما أنه لا يمكن تحميل مسئولية حل مشكلة البطالة للقطاع الخاص وحده.
و قال المهندس صادق على عبد المقصود رئيس حي المعصرة إن ملتقى “تحيا مصر بسواعد شبابها”، الذي افتتحه محمد سعفان وزير القوى العاملة الثلاثاء الماضي، هدفه هو التنسيق بين القطاع الخاص والحكومة لتوفير فرص عمل للشباب دون استغلال الشباب الذي يبحث عن فرصة عمل.
وأضاف عبدالمقصود أن مديرية القوى العاملة بالقاهرة وكذلك محافظة القاهرة تشرفان على تقديم استمارات التوظيف للشباب.
وأوضح أن فرص العمل التي يتضمنها الملتقى دون توصيات أو محسوبية من أي مسئول، مشيرا إلى أنه ولأول مرة يقدم ملتقى التوظيف دورات مجانية في الحاسب الآلي للشباب.
وأشار إلى أنه حتى لو لم يتم قبول الشباب في هذه الفرص المطروحة خلال الملتقى، فإنهم يكونوا قد استفادوا من دورات الحاسب الآلي في شركات خاصة لها اسم معروف بالسوق التجاري.
وقال رئيس حي المعصرة “نسعى حاليا للترتيب لمؤتمر للتوظيف بجميع أحياء القاهرة ولكننا نحاول بقدر الإمكان ضم أكبر عدد من الشركات في المؤتمر حتى يصل عدد فرص العمل إلى نصف مليون فرصة”.
اترك تعليقا