كشف الكاتب فابريزيو موريرا ـ المتخصص في العلاقات العامة ـ أن مستهلكي الشركات صاروا حاليا أكثر وعيا من ذي قبل ، مشيرا إلى أن أكثر من 88٪ من المستهلكين يشجعون أنشطة الشركات التي تدعم الأعمال الخيرية. وبالتالي، فإن العديد من الشركات تتخذ موقفا استباقيا داعما للمسئولية المجتمعية لجذب المزيد من الزبائن.
وأضاف موريرا ـ في مقال له بعنوان “كل ما يجب معرفته عن المسئولية المجتمعية للشركات” نشر على موقع “بيزنس تو كومينتي” ـ أن المسئولية المجتمعية للشركات كذلك تعزز معنويات موظفيها ، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن 32 ٪ من الموظفين يفكرون جديا في ترك وظائفهم إذا كان صاحب العمل لايعط مساحة في مؤسسته للأعمال الخيرية.
وأشار إلى أن مؤسسة “ميسي” قد أعلنت مؤخرا عن شراكة مع “سورس أمريكا” لتقوم الأخيرة بتوفير وظائف من الأشخاص ذوي الإعاقة لها ، وبذلك انتهجت شركة “سورس أمريكا” مثالا للمسئولية المجتمعية للشركات عبر توظيف الآلاف من الأشخاص ذوي الإعاقة عبر شراكتها مع ميسي ، ويمتد عقد التوظيف لمدة ثلاث سنوات يوفر على أساسه مستخدمين من الأشخاص ذوي الإعاقة بالمستودعات ومنافذ التجزئة لكل من شركتي “بلومينجديلز” و”ميسي” على السواء.
وقال المتحدث باسم منظمة “ميسي” ـ في مقابلة أجريت معه مؤخرا ـ “إن التزام متاجر ميسي للتجزئة لا تنتهي فقط عند خلق فرص العمل، ولكن وضع نموذجا يحتذى به لدى أرباب العمل الأخرين”.
وأوضح كاتب المقال أن مؤسسة “ميسي” ليست هي المنظمة الوحيدة التي تبنت نموذجا للمسئولية المجتمعية للشركات ، مشيرا إلى أنه في الواقع هناك العديد من الشركات الآن تعمل على تعزيز أشكال المسئولية المجتمعية ، حتى أن البعض جعلها جوهر عملياته التجارية فعلى سبيل المثال ، قامت “ستاربكس” بعمل دليلها الخاص “C.A.F.E” ويضم المبادئ التوجيهية الأساسية للمسئولية المجتمعية للشركة ، والذي تم تصميمه لضمان أن تتمتع مصادر الشركة ـ عملاق المشروبات التي تقوم على البن ـ بالاستدامة.
وذكر الكاتب أن كلتا الحالتين للشركتين المذكورتين آنفا تعتبران أمثلة رائعة لما يمكن أن تكون عليه المسئولية المجتمعية للشركات ، ولكن ماهية المسئولية المجتمعية للشركات (CSR) ؟ ، فقد عرفها الكاتب بأنها “هي تلك القرارات والممارسات التجارية التي تعود بالفائدة على المجتمع ككل ، المسئولية المجتمعية تعمل مثل سياسة التنظيم الذاتي التي تساعد المؤسسات على ضمان ومراقبة تأثيرها على المجتمع من حولها”.
وأكد الكاتب أنه لابد أن يتوافق قصد المسئولية المجتمعية مع القانون والأعراف الوطنية والمعايير الأخلاقية للمجتمع لتكون مسئولة مجتمعية ناجحة.
وأوضح أن المسئولية المجتمعية للشركات يمكن أن تساعد أيضا القطاع الثالث غير القطاع العام والخاص ، وهو قطاع المنظمات غير الهادفة للربح.
اترك تعليقا