الدكتور محمود فوزي يكتب «الرياضة وذوي الهمم» .. مبادرة تنموية تستحق الإشادة
تواصل بعض المؤسسات ضرب المثل الأعلى والقدوة في انتهاج استراتيجيات المسئولية الاجتماعية والأخلاقية نحو فئات ...
في حوار مع “سي إس آر”..مدير مركز “الإرشاد النفسي”: دعم التنمية المستدامة أفضل الطرق لمحاربة الإرهاب
شريف شوقي:
الإرشاد النفسي له دو هام في علاج العديد من المشكلات التي تواجه المجتمع جنبا إلى جنب مع العلاج الدوائي والطبي، حيث أن هناك بعض الآفات التي يعاني منها الشارع المصري لايمكن حلها إلا بالتأهيل النفسي وإعادة الثقة والأمل والتفاؤل إلى نفوس المصريين وبخاصة الشباب، وتأتي التنمية المستدامة على رأس الوسائل التي يمكن من خلالها القضاء على بعض المشكلات ومن بينها الإرهاب والفكر المتطرف، وكان من الضروري الاقتراب أكثر من عالم الصحة النفسية والإرشاد وإعادة التأهيل للتعرف على هذا النوع من العلاج الذي يقضي على أمراض عديدة ومنها الاكتئاب وفقدان الشعور بالانتماء والإقدام على الهجرة الشرعية، ولذلك أجرت بوابة “سي إس آر” حوارا هاما مع الدكتورة إيمان فوزي شاهين مدير مركز “الإرشاد النفسي والصحة النفسية” بكليه التربية بجامعة عين شمس وجاء نص الحوار على النحو التالي:-
. ما هو دور المشاركة المجتمعية في حل قضايا ومشكلات الوطن ؟
المشاركة المجتمعية من سمات الدول المتقدمة ولابد أن نبدأ في الاعتماد على المجتمع المدني والجمعيات الأهلية لحل مشكلات الدولة بدلا من استدعاء الحكومة في كل كبيرة وصغيرة ، والتعاون بين منظمات المجتمع المدني والحكومة ضروري لنجاح المشاركة المجتمعية وتحقيق تنمية في عدة مجالات أهمها التعليم والصحة والسياحة والصناعه وإيجاد حلول غير تقليدية لمشكلة البطالة.
. مبادرات كثيرة ظهرت لحماية حقوق المرأة وتمكينها سياسيا وقد تجاوبت معها السلطات والجهات الحكومية فهل مازال المشوار طويلا ؟
المراه بدأت في الحصول على بعض حقوقها، ففي حكومة المهندس شريف إسماعيل هناك وزراء من السيدات المشهود لهن بالكفاءه وكذلك أصبح هناك محافظين من السيدات مثلما حدث في البحيرة، وقد تم الحصول على منحه قدرها 10 ملايين يورو من الاتحاد الأوروبي لصالح المجلس القومي للمرأة وقعتها الدكتورة سحر نصر وزير الاستثمار والتعاون الدولي ومدير عام مفاوضات الجوار بالاتحاد الأوروبي، وهو ما يأتي في إطار الإستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة سياسيا واقتصاديا وتشريعيا، وتمكين المرأة المصرية أعلن عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي وجعل عام 2017 عام المرأة ، ولابد من دمج المرأة في خطط التنمية وأن تكون لها فرص متساوية في العمل مع الرجال ويكون لها دور فعال في الاقتصاد.
. هل زيادة الهجرة غير الشرعية دليل على عدم الشعور بالأمان ونقص الانتماء للوطن؟
هناك عوامل طرد داخل المجتمع المصري وهناك عوامل جذب في دول أوروبا وللأسف عوامل الجذب أقوي من مشاعر الانتماء للوطن لأن الشباب يعاني من ظروف صعبة أقوى منه وما يحدث من هجرة غير شرعية هي ظاهرة غير طبيعية تشهدها قرى ومحافظات مصر خاصة الفقيرة وما يقدم عليه الشباب من تعريض حياتهم وحياة زوجاتهم وأولادهم للموت هو جنون.
لابد من دراسة ظاهرة الهجرة غير الشرعية على أساس علمي.. والدولة مشاركة فيما يحدث من أزمة فلا توجد فرص عمل بشكل يجعل الشباب لا يفكر في السفر للخارج وأيضاً هناك فساد بسبب قيام المراكب بمغادرة سواحل كفر الشيخ أو المعمورة بالإسكندرية وحتى الوصول إلى المياه الإقليمية لدول أوروبا والمشكلة لها أبعاد اجتماعية ونفسية وسياسية وأمنية ولابد من دراسة كافة الأبعاد وقيام الدولة بوضع حلول عاجلة للمشكلة مطلوب من البرلمان القيام بدوره في تغليظ عقوبة الهجرة غير الشرعية وتوقيع أقصى العقوبات على سماسرة الهجرة غير الشرعية مع تطبيق القانون بكل حزم وإحكام القبضة الأمنية على السماسرة الذين يستخدمون مراكب صغيرة لتهريب آلاف الشباب والأسر ويعرضون حياتهم للخطر ويبيعون لهم الوهم.
. هل تطور وسائل الاتصالات في العصر الحالي سبب رئيسي لزيادة الشعور بالإحباط والتشاؤم عند الشباب؟
تطور وسائل التكنولوجيا والاتصالات سلاح ذو حدين.. فقد يساعد على تقوية الروابط الاجتماعية بسبب سرعة وتيرة الحياة وأحياناً يتم استغلال وسائل الاتصالات وتقدمها للتواصل مع الأقارب والأصدقاء وقد يؤدي سوء استخدام وسائل الاتصالات ووسائل التواصل الاجتماعي إلى العزلة والاحباط والتشاؤم إذا ظل الإنسان يعيش في حياة افتراضية طوال الوقت بما يؤثر علي عمله.
. ما هو دور مركز الإرشاد النفسي في خدمة المجتمع وكيف يمكن تقديم خدمة اجتماعية نفسية لكل أفراد الأسرة؟
مركز الإرشاد النفسي بجامعة عين شمس هو الوحيد على مستوى الجامعات المصرية الذي يقوم بتدريب كوادر الإرشاد النفسي حيث يتم تدريب المعالج والمرشد النفسي وتدريب المعلمين من الناحية السيكولوجية ليكونوا قادرين نفسياً على التعامل مع شخصيات الطلاب المختلفة وأيضاً تحمل ضغوط المهنة.
وبالنسبة للأسرة المركز يقدم خدمات لأفراد الأسرة لكيفية تحقيق التوافق الاجتماعي الناجح مع المجتمع وفي محيط العمل وأيضاً نقوم بعمل ندوات لتقديم التوعية بالمدارس وعقد مؤتمرات سنوية للطلاب بالجامعات المصرية لتعريفهم بخدمات الإرشاد النفسي وأيضاً نقدم خدمات للشباب والفتيات المقبلين على الزواج مع تقديم استشارات نفسية للأسرة وكل ذلك يتم برسوم قليلة بالمقارنة بمراكز الإرشاد والطب النفسي الخاصة التابعة لأفراد.
. ما سبب ازدياد الشعور بالإحباط لدى الشباب من أبناء الجيل الحالي؟
ازدياد الشعور بالإحباط يرجع إلى مواجهة الشباب لظروف اقتصادية واجتماعية صعبة وضغوط شديدة بسبب تقدم وسائل الاتصالات والثورة المعلوماتية ووجود تحديات تفوق أحياناً إمكانيات بعض الشباب ولكن هناك الكثير من النماذج الشبابية تتحدى الصعاب والظروف القاسية وتحقق نجاحاً كبيراً في مجال الحياة العملية وتخلق لنفسها مجالات تنجح فيها.
ولا يمكن حصر دور الشباب في الاعتراض وتنظيم الوقفات الاحتجاجية للمشكلات التي يمر بها المجتمع أو للمشاكل التي تعوق تحقيق أحلامهم ولابد أن يكون لدى الشباب رؤية فإذا كان الاحتجاج أسلوباً للاعتراض ولكنه لن يكون أبداً أسلوبا لحل المشكلة.. فيجب على الشباب تقديم حلول جديدة مبتكرة للمشكلات المعاصرة يمكن تطبيقها في الواقع أما إذا كانت المظاهرات والاحتجاجات هي الحل.. فلن نحقق إلا الفوضى.
. الصحة النفسية وسيلة لتحقيق تكيف الفرد مع بيئته.. كيف يمكن أن يتحقق التفاؤل والأمل للشباب؟
الصحة النفسية المجتمعية يمكنها توفير خدمات تساعد على التكيف مع المجتمع والبيئة مثل تبني عادات تؤثر في المجتمع تأثيراً إيجابياً وأيضاً المساعدة على نشر الفكر التوسطي المعتدل دون تطرف، ومهمة الصحة النفسية المجتمعية هي توفير مقومات الصحة النفسية.
. هل العلاج النفسي قادر على شفاء المريض بالفعل أم هو مجرد عامل مساعد في العلاج؟
هناك أمراض تحتاج إلى تدخل طبي مثل الأمراض العقلية ومنها الفصام والاكتئاب والذهان. وفي هذه الحالات يتم تناول العلاج الدوائي وهناك أمراض مزمنة لا يتم شفاؤها إلا باستخدام العلاج النفسي وأحياناً يتم استخراج العلاج الدوائي للسيطرة على الأعراض المرضية ثم يأتي دور العلاج النفسي التكميلي وهناك حالات تحتاج العلاج النفسي فقط مثل الفوبيا والوسواس القهري والاكتئاب العصابي وفي كثير من الأحيان يتكامل العلاج النفسي مع العلاج الطبي.
. هل وفاة الأم تؤثر على الصحة النفسية للأطفال وتؤدي إلى إضطرابات نفسية عند الكبر؟
الدراسات والبحوث الاجتماعية أثبتت أن وفاة الأم تؤثر سلبياً على الصحة النفسية للأطفال وأحياناً تؤدي ذلك لشخصيات معقدة أو لديها بعض الاضطرابات السلوكية ولا يعني ذلك أنه لابد أن يتحول الأطفال إلى مرضى نفسيين.
ويحدث الآن في كثير من الأسر إيجاد بدائل للأم في حالة وفاتها مثل نقل الأطفال إلى أسرة أخرى من الأقارب أو زواج الأب من زوجة أخرى لتربية الأبناء أو الاستعانة بمربية للأطفال حتى تمر مرحلة الطفولة ورغم أن وفاة الأم تؤدي إلى بعض التأثيرات السلبية على نفسية الأطفال إلا أن بعض الأطفال لا يصابون بأية اضطرابات وتكون حياتهم طبيعية في مرحلة المراهقة ويستطيعون التكيف مع المجتمع والبيئة المحيطة بهم.
. هناك مطالب كثيرة لصرف إعانة بطالة للشباب المصري فما رأيك؟
الدولة مسئولة عن المواطنين وتوفير فرص عمل للشباب وخريجي الجامعات ولكن هناك بعض الشباب متعطلون عن العمل بإرادتهم ومزاجهم ويرفضون أي عمل لمجرد رغبتهم في الالتحاق بأعمال معينة ذات مرتبات مرتفعة رغم توافر فرص عمل بمرتبات مناسبة لا تجد من يشغلها.. ولا أوفق على صرف بدل بطالة أو إعانة للعاطلين خاصة أن ظروف البلاد الاقتصادية لن تسمح بذلك في الوقت الحالي كما أن هناك بعض الشباب قد يعتمدون على إعانة للبطالة ولن يبحثون عن عمل.
وعلى سبيل المثال، استطاع عضو البرلمان عن مدينة نصر توفير أكثر من 200 فرصة عمل وتدريب الخريجين بإحدى الشركات وتم تحديد مرتب المتدرب بألف ومائتين جنيه ومع ذلك لم يتجاوب أحد معه ولم يتقدم للوظائف إلا 20 شاباً فقط وهذا دليل على أن الشباب غير جاد في البحث عن فرص عمل ويبحث عن الأعمال المكتبية السهلة أو الوظيفة الميري أو الوظائف ذات الوجهة الاجتماعية الجذابة.
- كيف نحارب الفكر المتطرف؟
الإرهاب يشن معركة للقضاء على مؤسسات الدولة وهدم جميع خطط التنمية والدولة عازمة على اقتلاع جذور الإرهاب مهما كان الثمن ولدينا جيش وشرطة وشعب قادر على مواجهة الضلال وظلام الإرهاب، وأفضل طريقة لمحاربة الإرهاب هو دعم التنمية المستدامة والحكومة المصرية بالتعاون مع شركاء مصر في التنمية محليا ودوليا ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص يسيرون في طريق التنمية بخطوات ثابتة لدعم نجاح مصر اقتصاديا والعمل على إزالة كل المعوقات التي تواجه تنفيذ المشروعات التي تتطلع الدولة لتنفيذها لتحقيق طموحات الشعب.
اترك تعليقا