منازلها تختلف عن نمط مباني قرى الصعيد، حيث يغلب عليها الزخرفة التي تضفي لها طابع المدينة، تقع على الضفة الشرقية لنهر النيل، هنا قرية «دير أبو حنس» إحدى قرى مركز ملوي بالمنيا، سعت لتحقيق التنمية من خلال تطبيق تجربة الصين في المشروعات الصغيرة.
القرية اشتهرت بصناعة الملابس، وأصبحت مصدر لتوريدها داخل محافظات مصر، وغزت الأسواق بمنتجات الكلسون الشتوي وملابس الأطفال والترنجات، والسويت شيرت، فداخل كل منزل بالقرية ماكينة خياطة لتصنيع الملابس، إلى أن أصبحت المنازل بمثابة مصنع صغير ومشروع متناهى الصغر على الطريقة الصينية.
وقال جرس سمعان، صاحب ورشة: «القرية بها 28 مصنع كبير، بالأضافة إلى الورش الصغيرة الموجودة في كل منزل، وكل أسرة تعتمد علي نفسها، ويتم تعليمهم الحياكة للأهالي ومساعدتهم في شراء ماكينة لبدء المشروع، ويتطور المشروع حتى يخصص دور كامل في المنزل وتصبح الماكينة الواحدة 10 ماكينات ويتحول لمصنع صغير».
وأضافت سميرة سعد، إحدي الفتيات التي تعمل في صناعة الملابس: «امتلك ماكينة خياطة بالمنزل، ومتعهد يوفر لي الأقمشة لصنع الملابس، ويتم محاسبتي حسب الانتاج، ولكن نواجه مشكلة الآن بسبب الغلاء، حيث أن أسعار ماكينات الخياطة الآن يتراوح ما بين 2700 جنيه إلي 3500».
وتابع باسم عدلي، صاحب مصنع، أن كل شاب القرية الآن يشترون قطعة لإنشاء مصنع عليها، حيث يوجد بالقرية الآن عدد كبير من المصانع، والإنتاج في القرية لا يكفي الطلب عليه بالمحافظات، فنقوم بشراء أطنان من الأقمشة حسب نوعيته والمطلوب للموديل ويتم صناعته وتسويقه.
وأشار إلى أهمية مدارس التعليم المزدوج بالقرية، منتقدا رفض التربية والتعليم ترخيصها لهذه المدارس، والتي تعمل علي تعليم الطالب بجانب عمله بالمصنع، حيث يتم تدريبهم على التكيس والتغليف اللازم للمنتج بجانب دراسته.
أما تريزا وصفى أحد العاملات بمصانع الملابس فتقول أن اليومية داخل المصنع تتراوح ما بين 10 إلي 20 جنيها بخلاف الأوفر تايم إذا زاد العمل عن 7 ساعات مؤكدا أن طلاب مدارس التعليم المزدوج يدرسون يومين ويعملون 4 أيام داخل المصانع لثقل خبراتهم.
اترك تعليقا