المنتدى الاقتصادي العالمي يؤكد أهمية تبني الشركات لنهج إيجابي للطبيعة

المنتدى الاقتصادي العالمي يؤكد أهمية تبني الشركات لنهج إيجابي للطبيعة
18 / 09 / 2024

أكد المنتدى الاقتصادي العالمي أهمية تبنى الشركات نهجًا “إيجابيًا للطبيعة”، خاصة وأن الممارسات المستدامة غالبًا ما تؤدي إلى توفير التكاليف والكفاءة التشغيلية، مثل تقليل استهلاك الموارد والنفايات. إن تنفيذ التقنيات الموفرة للطاقة وتحسين استخدام الموارد وتقليل توليد النفايات يمكن أن يقلل التكاليف بشكل كبير.
وعلاوة على ذلك، تساعد الطبيعة الاستباقية للمبادرات الإيجابية الشركات على البقاء في صدارة متطلبات الامتثال وتجنب الغرامات والعقوبات المحتملة. من خلال التوافق مع اللوائح الناشئة، يمكن للشركات أن تتنقل بثقة في المشهد السياسي المتطور.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الحفاظ على النظم البيئية الطبيعية وتعزيزها يضمن توافر الموارد الحيوية على المدى الطويل واستقرار سلاسل التوريد. توفر النظم البيئية الصحية خدمات أساسية، مثل المياه النظيفة والتربة الخصبة وتنظيم المناخ، وهي حيوية لاستمرارية الأعمال والمرونة.
تبني الشركات الملتزمة بالممارسات الإيجابية للطبيعة سمعة أقوى وولاءً للعلامة التجارية، مما يجذب المستهلكين والمستثمرين المهتمين بالبيئة.
إن إظهار القيادة في الاستدامة يمكن أن يميز الشركات في الأسواق التنافسية ويجذب أصحاب المصلحة ذوي التفكير المماثل.
وبُذلت جهود عالمية لفرض التزامات على الشركات لإعطاء الأولوية لاستراتيجيات إيجابية للطبيعة، مثل استراتيجية التنوع البيولوجي للاتحاد الأوروبي لعام 2030 والتي بموجبها يجب على الشركات الكشف عن تأثيرها على التنوع البيولوجي وتبني تدابير لاستعادة النظم البيئية المتدهورة ، حيث يتعين على الشركات الكبيرة في الاتحاد الأوروبي الإبلاغ عن الاستدامة، بما في ذلك التنوع البيولوجي وتأثيرات النظم البيئية.
مثال آخر في هذا الصدد هو قانون البيئة في المملكة المتحدة لعام 2021 الذي حدد أهدافًا ملزمة قانونًا للتنوع البيولوجي ويطلب من الشركات الإبلاغ عن تأثيراتها البيئية مع تقديم تدابير للحفاظ على الطبيعة واستعادتها.
وحددت اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي أهداف التنوع البيولوجي الدولية للعقد القادم. إن الهدف 15 يحث الشركات على وجه التحديد على دمج التنوع البيولوجي في استراتيجياتها وسياساتها وإعداد التقارير الخاصة بها. ويهدف هذا إلى ضمان مساهمة الشركات في الحفاظ على التنوع البيولوجي والاستخدام المستدام.
لقد أثبتت أحكام المحكمة الأخيرة أن مديري الشركات قد يتحملون المسؤولية عن الفشل في إدارة المخاطر المتعلقة بالطبيعة. ويتماشى هذا التوسع في الواجبات الائتمانية مع الاتجاهات العالمية التي تؤكد على أهمية الإدارة البيئية.
يجب على المديرين دمج البيئة والمجتمع والحوكمة بشكل متزايد في عمليات صنع القرار الخاصة بهم. ويشمل ذلك تقييم وتخفيف تأثير الشركة على التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية.
تضمن هذه السوابق القانونية امتثال الشركات للأنظمة الناشئة وأن المديرين في وضع قيادي في ممارسات الأعمال المستدامة.
بالإضافة إلى ذلك، تقدم فرقة العمل المعنية بالإفصاحات المالية المتعلقة بالطبيعة إرشادات للشركات للإبلاغ عن وإدارة تأثيراتها واعتمادها على الطبيعة، وتعزيز المساءلة وتشجيع الاستثمار الإيجابي للطبيعة.
بصفتهم أمناء على منظماتهم، يتمتع مديرو الشركات بفرصة فريدة لقيادة التحول نحو مستقبل إيجابي للطبيعة. ومن خلال دمج التنوع البيولوجي ومرونة النظام البيئي في حوكمة الشركات، يمكن للشركات تحقيق فوائد اقتصادية واجتماعية وبيئية كبيرة.
ومن خلال إدراك الدور الحاسم الذي يلعبه مديرو الشركات والالتزام بالتفويضات التشريعية الناشئة، يمكن للشركات تحويل التحديات البيئية إلى فرص للنمو والمرونة، وضمان مستقبل مزدهر للطبيعة والصناعة.
إن تبني استراتيجيات إيجابية للطبيعة ليس مجرد ضرورة أخلاقية؛ بل هو ميزة استراتيجية من شأنها أن تشكل مستقبل الأعمال المستدامة.

شارك الخبر

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة