الدكتور محمود فوزي يكتب «الرياضة وذوي الهمم» .. مبادرة تنموية تستحق الإشادة
تواصل بعض المؤسسات ضرب المثل الأعلى والقدوة في انتهاج استراتيجيات المسئولية الاجتماعية والأخلاقية نحو فئات ...
يستعر صراع العقل والعاطفة بين جمهور السوشيال ميديا حول التصريحات الأخيرة لرجال الأعمال إزاء العودة للنشاط والعمل لأجل استمرارعجلة الإنتاج مع تفشي فيروس كورونا (كوفيد – 19)، حاجج أصحاب الفكر الرأسمالي فيما لهم به علم حول أهمية الاقتصاد وتوفير الاحتياجات الأساسية بديلا عن الركود والكساد ، بينما انتقد أخرون هذه الممارسات وما تمثله من رأسمالية بحتة بعيدة عن الجوانب الإنسانية ، الطرفان أشبه بمعازيم الفرح الغرباء ممن ينتقدون العريس والعروسة دون أية مبالاة.
لاجرم أن وجهة نظر رجال الأعمال قد تكون صادمة، ولكن جميعكم تفكرون بنفس المنطق حينما تتعرضون لذات المصير ، منطق المصلحة الشخصية هو مايجعل مصاب الكورونا يخشى افتتضاح أمره وكأنه المتسبب في حدوثه، هوما يجعل بعض خبثاء المجتمع المدني يشهرون بمؤسسة أخرى، هومايجعل موظف انتاجيته صفر يشهر بشركتة لأجل مرتب لايستحقه ، هوما يجعلك تخشى على أولادك من أقرب الناس إليك.
إبان الظروف العادية أو الطبيعية، فإن مبدأ المصلحة الشخصية غريزة لاملام لأحد عليه أو التشهير به لمجرد أن صدع بما يدورفي أذهان معظمنا ولايباح به ، كم من صاحب عمل لايملك غير مرتبات أشهر معدودات ، هل سيرحمهم موظفوهم حال توقف راتبهم ؟ بالطبع لا، هل ستكون سعيدا حينما تعلن شركتك الإفلاس وتغلق أبوابها ؟ ، بالطبع لا.
لكن في ظل الظروف الاستثنائية ، يحتدم على الجميع تنحية هذا المبدأ جانبا ، وإعلاء مبدأ المصلحة العامة حفاظا على سفينة الوطن الغالية، فهذا ليس وقت المصلحة الشخصية حتى ولو من باب حسن النوايا ، ولنا في رسولنا الكريم أسوة حسنة بحديثه الشريف صل الله عليه وسلم (قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم – فرأوا أن من فوقهم تضايقوا منهم من كثرة المرور عليهم – فقالوا : لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا بحيث لا نحتاج إلى أن نمر على من فوقنا ولم نؤذ من فوقنا ، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا ، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا).
اتركوا رجال الأعمال فالأزمة كاشفة ، لاتحاسبوهم على نواياهم ، إن الظن لايغني من الحق شيئا ، لاسيما وأن تاريخ معظمهم في العمل الخيرى مشرف.
أرجو أن لاتخرج من لدن الأزمة أزمات جانبية جميعنا في غنى عنها وعن عواقبها ، يستغلها مريدو مواقع التواصل الاجتماعي للتشكيك في إدارة حكومتنا تارة وتارة أخرى في وطنية رجال الأعمال ممن يحملون على أكتافهم أعمدة الاقتصاد.
ليعلم الجميع أن باب الدعم والتبرع دائما مفتوح أمام الجميع ، الأمر لايحتاج لضغط أو تلويح من أجل الحصول على دعم من فئة فقدت إنسانيتها قبل أن تفقد مسئوليتها تجاه الوطن.
القضية ليست توقف او استمرار عجلة الانتاج ، القضية هي مدى شعورك كشخص بإحساس المواطنة الذي يجعلك تسخر نفسك و ماتملك من أجل وطنك الذي تربيت فيه وليدا ولبثت فيه من عمرك سنين ، قبل أن تكون من أصحاب المليارات.
القضية هي مدى شعورك بحجم الكارثة التي تنتظر أبناء وطنك أو أبناءك ، تلكم هي القضية بمنتهى الاختصار ؟!
لامزايدة أو التسرع باتهام أحد بالتخلى عن دوره الوطني ، ولكننا نريد أن نشير إلى المفهوم الغائب عن بعض الكيانات داخل مصر وهو “مواطنة الشركات والاستثمار المسئول” ، الذي يجعل تلك الكيانات تتحمل مسئوليتها تجاه مساهميها وعمالها بالتوازي مع تحملها مسئولية مجتمعية إزاء أبناء وطنها ومجتمعها.
إن “مواطنة الشركات” هي الحافز الذي جعل ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ إحدى شركات صناعة السيارات العالمية تحول خط إنتاجها لانتاج أجهزة تنفس صناعي ، وجعل أشهر بيوت الأزياء في إيطاليا وباريس ترجيء الموضة لتعكف على إنتاج الماسكات ومستلزمات الأطباء ، وجعل الشركة الأمريكية الرائدة في صناعة أجهزة التنفس الصناعي تتنازل عن حقوق الملكية الفكرية الخاصة بجهاز للتنفس الصناعي الذي تملكه بل وتشارك كل التصميمات مع الدول للبدء في تصنيعها دون عوائق الحصول على ترخيص أو شراء حقوق الملكية الفكرية ، وجعل شركة عالمية رائدة في صناعة الأغذية تتعاون عالميا مع مؤسستي الهلال والصليب الأحمر للتبرع بأطعمة صحية وعلاجية ومياه معدنية و10 ملايين فرنك سويسري لمساعدة الدول المتضررة من تفشى فيروس كورونا ، وشركة بريطانية تتعاون مع الحكومة لتقديم الدعم المالي لبرنامج عالمي لمواجهة انتشار الكورونا وتبرعت بنحو 50 مليون جنيه استرليني لتمويل هذا البرنامج ، ومن المتوقع أن يتستفيد من هذا البرنامج مليار شخص حول العالم ، وتبرعت شركات عالمية المشروبات الغازية بمايربو من ٥٠ مليون دولار لتقديم الإمدادات الدوائية والمطهرات وأدوات الحماية من فيروس كورونا ومساعدة المجتمعات المتضررة من الفيروس ، وتخصيص مؤسسة تكنولوجية عالمية مبلغ 6 ملايين دولار لدعم جهود مكافحة فيروس كورونا في المجتمعات التي تتواجد فيها الشركة.
وعلى المستوى الوطني لايزال القوس مفتوحا ـ على سبيل المثال أيضا لا الحصر كما ذكرنا آنفا ـ فقد اتحدت المؤسسات في اغلب القطاعات الاقتصادية والخدمية (البنوك والاتصالات والصناعة والعقارات) لمواجهة تفشي فيروس كورونا ودعم جهود الدولة في التصدي للأزمة.
وأطلقت الدولة المصرية عبر صندوق تحيا مصر ينشيء حسابا خاصا بمواجهة الكوارث والأزمات ،يتلقى كل المساهمات والتبرعات لمواجهة فيروس “كورونا” ، وأصبح هناك ضرورة لتحقيق حالة من التكامل بين الأطراف المعنية بالعمل المجتمعى سواء كان جهة حكومية أو مؤسسات مجتمع مدني ومهتمين بالعمل التنموي في مصر،.
السر يكمن في “المسئولية والمواطنة” هذا هو الدافع الذي يحرك الكيانات المحترمة التي تشعر بالمواطنة إنه الاستثمار المسئول.
ذروا النداء لرجال الأعمال بالدعم والتبرع ، فمن شاء فليتقدم ومن شاء فليختفى من المشهد دون رجعة.
يجب على الجميع الوثوق في الإدارة السياسية للأزمة التي أثبتت للعالم أجمعه أن مصر أكبر من أي شيء يذكر.
نحن شعب يستمد قوته من كبريائه ، وصحتة من عزيمته ، ومعركة البقاء سننتصر فيها بإرادة الشعب وقوة حكومته والمخلصين ممن وقفوا بجانبنا.
وقت المحن هو وقت توحيد الجهود و العمل جميعا كفريق واحد قادر على المواجهة و الصمود لعبور الأزمة بأقل خسائر و بأكثر مكاسب.
لندع مصيدة الإعلام لرجال الأعمال في معزل عن هدفنا حتى لاتنال من وقتنا أو تؤثر على عزيمتنا ودعونا نفخر بكل رجل شريف أو مؤسسة محترمة دعمت وساهمت.
حفظ الله مصر حفظ الله مصر.
تواصل بعض المؤسسات ضرب المثل الأعلى والقدوة في انتهاج استراتيجيات المسئولية الاجتماعية والأخلاقية نحو فئات ...
كتب : محمد الغباشي “خذ الحكمة من الضرير فهو لايخطو بقدمه على الأرض حتى يستوثق ...
اعلنت مجموعه طلعت مصطفى العقاريه عن تبرعها بسداد قيمه التصالح في مخالفات ...
اترك تعليقا