مع حلول اليوم العالم لنقاوة الهواء في السابع من سبتمبر…تلوث الهواء يكلف الاقتصاد العالمي 8.1 تريليون دولار سنويا

مع حلول اليوم العالم لنقاوة الهواء في السابع من سبتمبر…تلوث الهواء يكلف الاقتصاد العالمي 8.1 تريليون دولار سنويا

يحتفل العالم بـ “اليوم العالمي لنقاوة من أجل سماء زرقاء” في 7 سبتمبر تحت شعار “استثمر في الهواء النقي الآن” حيث تقدر تكلفة تلوث الهواء للاقتصاد العالمي 8.1 تريليون دولار سنويًا، أي ما يعادل 6.1٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي بسبب زيادة تكاليف الرعاية الصحية.
وتشجعت الجمعية العامة بتزايد اهتمام المجتمع الدولي بنقاوة الهواء، فشددت على ضرورة بذل مزيد من الجهود من أجل تحسين نوعية الهواء، بما في ذلك الحد من تلوث الهواء من أجل حماية صحة الإنسان، وقررت إعلان يوم 7 سبتمبر من كل عام بوصفه اليوم الدولي لنقاوة الهواء من أجل سماء زرقاء.
ويركز موضوع هذا العام ’’لنعمل معاً من أجل نقاوة الهواء‘‘ على ضرورة إقامة شراكات أقوى وزيادة الاستثمار والمسؤولية المشتركة للتغلب على تلوث الهواء. ونظراً للطبيعة العابرة للحدود لتلوث الهواء، يتحمل جميع أصحاب المصلحة مسؤولية حماية الغلاف الجوي للأرض وضمان هواء صحي يستنشقه الجميع.
تخترق جزيئات التلوث الصغيرة التي لا تُرى الرئتين ومجرى الدم والجسم. هذه الملوثات مسؤولة عن حوالي ثلث الوفيات الناجمة عن السكتات الدماغية وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة وسرطان الرئة، فضلاً عن ربع الوفيات الناجمة عن الأزمات القلبية، بينما يتسبب الأوزون الموجود على مستوى سطح الأرض، والناتج عن تفاعل عديد الملوثات المختلفة في ضوء الشمس، هو كذلك سبب للربو وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة.
وتعد ملوثات المناخ قصيرة العمر من بين الملوثات الأكثر ارتباطًا بكل من الآثار الصحية والاحترار قريب المدى لكوكب الأرض. وتبقى هذه الملوثات في الأجواء لمدة تصل إلى بضعة أيام أو حتى عدة عقود، لذلك فإن الحد منها قد يكون له فوائد صحية ومناخية فورية تقريبًا لمن يعيشون في أماكن تنخفض فيها المستويات.
ويمثل تلوث الهواء الخطر البيئي الأكبر على الصحة البشرية وأحد أهم الأسباب التي يمكن تجنبها للوفيات والأمراض على الصعيد العالمي، حيث يعزى ما يُقدر بستة ملايين ونصف مليون حالة وفاة مبكرة() في جميع أنحاء العالم إلى تلوث الهواء داخل المباني وخارجها، وإذ تسلم بأن تلوث الهواء في البلدان النامية بوجه خاص يؤثر بشكل غير متناسب على النساء والأطفال وكبار السن ولا سيما ضمن الفئات السكانية ذات الدخل المنخفض التي تتعرض لمستويات عالية من تلوث الهواء المحيط وتلوثه داخل المباني نتيجة للطهي والتدفئة بوقود الحطب والكيروسين.
كما أنه يمثل مشكلة عالمية ذات آثار بعيدة المدى بسبب انتقاله لمسافات بعيدة، خصوصا بدون تدخل حازم للتصدي له. ويُقدر بأن أعداد الوفيات المبكرة الناتجة عن تلوث الهواء المحيط ستشهد زيادة تتجاوز 50 في المائة بحلول عام 2050.
يدرك المجتمع الدولي ضرورة الحد بدرجة كبيرة من عدد الوفيات والأمراض الناجمة عن التعرّض للمواد الكيميائية الخطرة، وتلويث وتلوّث الهواء والماء والتربة، بحلول عام 2030، وكذلك الحد من الأثر البيئي السلبي الفردي للمدن، بما في ذلك عن طريق إيلاء اهتمام خاص لنوعية الهواء وإدارة نفايات البلديات وغيرها، بحلول عام 2030.
وفي الوثيقة الختامية لمؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، المعنونة ’’المستقبل الذي نصبو إليه‘‘، التزمت البلدان بالنهوض بسياسات التنمية المستدامة التي تدعم كفالة نوعية هواء صحية في سياق المدن والمستوطنات البشرية المستدامة، وعلى خطة التنمية المستدامة لعمل 2030 التي تحدد خريطة طريق لتحقيق التنمية المستدامة وحماية البيشة وتحقيق الازدهار للجميع.
وبحسب الدراسات فأنه إذا تحرك العالم الآن، فيمكنه خفض خسائر المحاصيل العالمية من ملوثات الهواء إلى النصف بحلول عام 2050. إن تقليل انبعاثات الميثان، وهو غاز دفيئة مهم وملوث للهواء، يمكن أن يوفر ما بين 4 مليارات دولار إلى 33 مليار دولار. تكلفة التقاعس مذهلة.
ويؤكد الاحتفال هذا العام على الحاجة الملحة إلى شراكات أقوى، وزيادة الاستثمار، والمسؤولية المشتركة لمكافحة تلوث الهواء. فهو ثاني أكبر عامل خطر للوفاة، ويتسبب في حوالي 8.1 مليون حالة وفاة مبكرة سنويًا بسبب حالات مثل السكتة الدماغية وأمراض القلب وسرطان الرئة والتهابات الجهاز التنفسي الحادة.
تساعدنا الإحصائيات على فهم حجم المشكلة: 99٪ من الناس في جميع أنحاء العالم يتنفسون هواءً ملوثًا؛ وكان تلوث الهواء مسؤولاً عن 8.1 مليون حالة وفاة في عام 2021، مع ارتباط أكثر من 90٪ منها بأمراض غير معدية؛ وكان أكثر من 700000 حالة وفاة للأطفال دون سن الخامسة ناجمة عن أسباب تتعلق بتلوث الهواء المنزلي والخارجي.

شارك الخبر

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة