سيكم : نسهم بـ 10٪ من أرباح المؤسسة سنويا لدعم التنمية المستدامة والمسئولية المجتمعية

سيكم : نسهم بـ 10٪ من أرباح المؤسسة سنويا لدعم التنمية المستدامة والمسئولية المجتمعية

تعد مؤسسة سيكم من أوائل الشركات التي قامت بنشر رؤيتها الاستشرافية حتى عـام 2057، وتهدف المؤسسة والشركات التابعة لها إلى خلق قيم صحية ومجتمعية وتنموية وذلك على أساس الغذاء الصحي والمنتجات ذات الجودة العالية التي تعمل علي تغذية الجسم والروح مع تحمل مسؤولية التنمية الشمولية، وتمكين الناس من إطلاق إمكاناتهم الفردية، وزيادة وعيهم الكامل نحو احتضان العالم المادي والروحي، وحث الناس على العيش والعمل معا في كرامة واحترام متبادل وتسامح، ويقوم المعنيون في المؤسسة بتحديـد هدفيـن للرؤية للتركيـز عليهمـا كل عـام، ولقد انصب هدفـا سـيكم لعـام 2019 على  “اقتصــاد المحبــة” و”إطــلاق القــدرات الفرديــة”، وعملت المؤسسة على تطوير “اقتصــاد المحبــة” لإرســاء الشــفافية والوعــي بسلســلة القيمــة بأكملهــا، ولأجـل إطـلاق قـدرات الأفـراد، قامت باسـتضافة وتنظيـم منتـدى المبــادرة المجتمعيــة بالتعــاون مــع غوتيانــوم Goetheanum  لتبـادل الأفـكار حـول الممارسـات التربويـة الإبداعيـة للفـرد التـي يمكــن أن تســاعد فــي بنــاء مســتقبل مســتدام، ولإدراك الجميع الحاجة إلـى التغييـر التحويلـي داخل المجتمـع، وتقـديم حلـول حقيقيـة ومسـتدامة لمعالجـة القضايـا الملحـة،  أجرت  “استدامة” حوارا مع حلمي أبو العيش، الرئيس التنفيذي لـ “سيكم” والمبادرة التابعة لها، والتعرف على تجربة مؤسسته الرائدة في مبادرات التنميـة المسـتدامة الأخـرى ولإلهام أصحاب المصلحة والمعنيين في مصـر والعالم بمحاكاة تلك التجارب الرائدة.

حدثنا عن نفسك وتاريخك المهني ومنذ متى تشغل منصبك الحالي بالمؤسسة؟

حلمي أبو العيش، الرئيس التنفيذي لـ “سيكم”، والفائز بجائزة  نوبل البديلة في التنمية البشرية المعروفة بـ“Right Livelihood Award“، ورئيس شركة ديميتر الدولية وعضو المجلس العالمي لجيل المستقبل.

درست الاقتصاد والتسويق في القاهرة، وقمت بحملات دعائية لفترة طويلة على مستوى السياسات المحلية والدولية لتعزيز القدرات التنافسية المسؤولة، وريادة الأعمال المجتمعية والتصدي لأكبر تحديات القرن الحادي والعشرين، مثل التغير المناخي والأمن الغذائي.

ولدت عام 1961 في مدينة غراتس في النمسا، ثم عدت إلى مصر عام 1977 للمساعدة في تأسيس مؤسسة “سيكم” مع والدي إبراهيم أبو العيش، حينها راودنا لأول مرة حلم بناء مجتمع مستدام في صحراء مصر لتنمية الفرد وإعادة ربطه بالبيئة ـ نعتنا الجميع بصفة “الجنون” ـ ولكن الآن يمكن للعالم أن يرى أن الرؤية الواضحة والتصميم يمكنهما تحقيق نجاح باهر، وهنا اقتبس ماقاله نيلسون مانديلا “دائما ما تبدو الأمور مستحيلة حتى تصبح حقيقة”.

أين أنتم الآن في مجال التنمية المستدامة ؟ وكيف ترى المستقبل بناء على المؤشرات الحالية؟

تشاركت وأبي حلم أن تصبح مصر “100٪ أورجانيك و100٪ طاقة متجددة ودون نفايات وتنوع بيولوجي متزايد، حيث التعليم للجميع وأكثر من ذلك بكثير، لقد أدركنا أن هذه الأحلام لن تتحقق على حياة أعيننا، ولكن كانت مهمتنا هي اتخاذ أكبر عدد ممكن من الخطوات ووضع نموذج ناجح يمكن تحقيقه أيضا من قبل الآخرين.

لقد تمكنا من تحقيق رؤية سيكم القائمة على “التنمية المستدامة نحو مستقبل حيث يمكن لكل إنسان إطلاق قدراته الفردية وحيث يعيش البشر معا في أطر مجتمعية تعكس كرامة الإنسان؛ وحيث يتم إجراء جميع الأنشطة الاقتصادية وفقا للمباديء البيئية والأخلاقية”.

ضمن هذه الرؤية نلبي جميع أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، ويتمثل نهجنا في الترويج لها بشكل كلي وعدم فصلها عن بعضها البعض، لأن لدينا قناعة أنه من خلال هذا النهج المتكامل فقط يمكننا تحقيق التنمية المستدامة الحقيقية.

في عام 2018، قمنا بتوثيق ونشر رؤيتنا لـ”سيكم” ولـ”مصر” للأربعين عاما القادمة، لذلك فأنا مليء بالأمل والإيجابية بشأن المستقبل، وتمكين هذا الأمل لدى أصدقائنا وشركائنا في جميع أنحاء العالم ممن يشاركوننا نفس الرؤية.

م


مشا هي فرص النمو المتاحة في هذا القطاع؟ وكيف ستنعكس على الاقتصاد؟

يستثمر العالم الآن في الطاقة المتجددة بشكل ضخم، كما أصبح أكثر وعيا بأن أثمن مواردنا تتمثل في الماء والهواء، ولذا فنحن بحاجة إلى تعلم كيفية إدارتها وحمايتها بشكل أفضل . ومن ثم، نحن سعداء للغاية بإطلاق معيار رسمي يسمى ”اقتصاد المحبة“، حيث يعتبر اقتصاد المحبة معيار لعمليات الزراعة والانتاج والتجهيز الشاملة، وهو يصف كيف يمكن لمختلف القطاعات في النظام الاقتصادي والمجتمعي أن تعمل معا علي نحو ترابطي وتشاركي، حيث سيتمكن المستهلكون من الحصول على معلومات بمنتهي الشفافية حول خلفية المنتج والتي سيكون لها في النهاية تأثير على قرار الشراء.

ويعد اقتصاد المحبة الذي طورته (الجمعية المصرية للزراعة الحيوية) EBDA معيارا شاملا يدعم سلسلة القيمة بأكملها. سيكم هي أول منتج معتمد لاقتصاد المحبة، وذلك لأننا نؤمن بنظام اقتصادي يدعم الفرد والمجتمع والبيئة في نفس الوقت.

لدينا قناعة أن الإجراءات المستدامة والاقتصاد الناجح لايستبعد أحدهما الآخر. ويمكن إثبات ذلك من خلال دراساتنا حول مستقبل الزراعة في مصر. في هذه الأبحاث، نستخدم طرق حساب التكلفة الحقيقية التي تأخذ في الاعتبار التكاليف الخارجية لانتاج الغذاء، على سبيل المثال كفاءة استخدام المياه أو الأضرار البيئية أو تدهور التربة، فعند تضمين هذه التكاليف في أسعار المستهلك النهائية، يمكننا بالفعل إثبات أن الزراعة المستدامة هي أرخص طريقة لإنتاج الغذاء، وهذا هو الحال بالنسبة لجميع الأنشطة المستدامة – حيث ستكون دائما أرخص على المدى الطويل.

هل تصدر المؤسسة تقرير التنمية المستدامة؟ ما هي أبرز نتائجه؟

منذ عام 2007، تصدر سيكم تقرير الاستدامة سنويا، لقد كان هذا ضروريا بالنسبة لنا لتحديد أهدافنا وتحليل تحدياتنا وتوفير أداة تتبع ليس فقط لنا في سيكم ولكن أيضا للآخرين، ووضع مثال للشفافية. منذ تأسيسها، تعمل سيكم على جميع أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، وفي عام 2018 أصدرنا رؤية سيكم 2057 التي تضم 18 هدفا.

وأبرز ما جاء في أحدث تقاريرنا أن بلغ إجمالي المساحة المزروعة 1892 هكتار وإجمالي عدد الأشجار 130.000 شجرة وخفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون. كما بلغ عدد الأطفال والشباب المسجلين في مدارس سيكم وجامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة 3227 طالبا، وعدد العاملين بسيكم 1110، وإجمالي الإيرادات 518.9 مليون جنيه مصري.

تم الانتهاء بنجاح من المرحلة الأولى من مشروع “سيكم الواحات”، وتم جمع 400 ألف يورو من خلال حملة تمويل جماعية، واستصلاح 63 هكتارا من الأراضي الصحراوية السابقة، وطورت سيكم معايير محددة لشهادة “اقتصاد المحبة”، مما أرسى الأساس لإعادة تصميم الأنشطة الاقتصادية المبتكرة.

كما تم الاعتراف بسيكم على أنها “ممارسة بارزة في الإيكولوجيا الزراعية 2019” لدورها الرائد والتزامها الشامل كمبادرة مجتمعية في العالم، من قبل المجلس العالمي لجيل المستقبل.

أزمة كوفيد 19، انضم البرنامج الأساسي، وهو برنامج التنمية البشرية لإطلاق القدرات الفردية  وهو المسؤول عن التنمية الثقافية والمجتمعية لسيكم، مع كلية العلاج الطبيعي والمركز الطبي للمساعدة في زيادة الوعي حول أفضل ممارسات الصحة والسلامة وتعزيز الصحة التكاملية.

إلى أي مدى تمتثل سيكم لمعايير التنمية المستدامة العالمية ؟ ونوعية الأهداف التي تعمل عليها؟

منذ عام 1977، تأسست سيكم على أطر التنمية المستدامة الشاملة، وكنا روادا في هذا المجال في مصر، أدخلنا الزراعة والمنتجات العضوية والحيوية في السوق المصري، ونواصل الريادة من خلال البحث والابتكار من خلال جميع مؤسساتنا.

وتمثلت رؤيتنا نحو المستقبل في أن كل إنسان يمكنه إطلاق قدراته الفرية؛ حيث يعيش البشر معا في أشكال مجتمعية تعكس كرامة الإنسان؛ وحيث تتم جميع الأنشطة الاقتصادية وفقا للمباديء البيئية والأخلاقية. ومازالت هذه الرؤية ترشدني أنا وسيكم حتى اليوم.

ولأننا نؤمن بالتنمية المستدامة الشاملة، فإننا نعمل على جميع أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر.

ويمكــن التعبيــر عــن رؤيــة سيكم من خلال نموذج زهرة الاستدامة، والتي تنطــوي علــى التنميــة فــي مجــالات الحيــاة الأربعة: الحياة الاقتصادية والثقافية والمجتمعية والبيئية، وتمثــل زهرة الاسـتدامة أداة للإدارة والتقييـم والاتصال تـم تطويرهــا ضمــن شــبكة مــن المنظمــات الدوليــة مــن الحركــة العضويــة / الديناميكيــة الحيويــة التــي تتعــاون تحــت مظلــة ”الرابطــة الدوليــة للشــراكة مــن أجــل البيئــة والتجــارة”.

ما حجم الميزانية المخصصة لأنشطة التنمية المستدامة والمسؤولية المجتمعية ؟

تساهم سيكم بما يتراوح 10٪ من أرباحها السنوية لدعم “مؤسسة سيكم للتنمية” SDF، وهي منظمة غير ربحية للتنمية الثقافية والمجتمعية، كما تتلقى التبرعات والتمويل من شركاء ومساهمين آخرين أيضا لضمان استقلاليتها.

ماهي أبرز وأهم مشروعات وبرامج الشركة للمسؤولية المجتعية؟

من خلال مؤسسة سيكم للتنمية نعمل على ثلاثة برامج تنموية: أولاهم التعليم، من خلال حضانات ومدارس سيكم، ومركز التدريب المهني، وجامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة، ثانيهم الصحة من خلال المركز الطبي، وأخيرا التنمية البشرية من خلال البرنامج الأساسي لإطلاق القدرات الفردية، والتي يتم تنفيذها في جميع مؤسسات سيكم.

 أهم مشروعين لدينا في الوقت الحالي هما سيكم الواحات – تخضير الصحراء، وهو مشروع رئيسي يمثل نموذجا لبداية جديدة، وهذا هو السبب في أننا قررنا إحياء واستعادة صحراء الواحات البحرية. تمتد مزرعة سيكم الواحات لأكثر من 2000 فدان من الأراضي الصحراوية، والتي يجري استصلاحها على مراحل بالاعتماد الأساسي على مصادر الطاقة المتجددة، وتطبيق الزراعة الحيوية وطرق تنشيط التربة وتوفير المياه، تم الانتهاء من المرحلة الأولى من المشروع بنجاح وبدأت المرحلة الثانية في فبراير 2020.

 أما المشروع الأخر، فهو مشروع تطوير الـ13 قرية المحيطة بمزرعة سيكم الرئيسية في بلبيس الشرقية، بالتعاون بين سيكم وجامعة هليوبوليس. يتضمن المشروع جمع النفايات وفصلها وإعادة تدويرها، وبناء غرف الصرف الصحي، ونشر الوعي بالصحة من خلال القوافل الطبية والدورات التدريبية في الزراعة الحيوية والسماد وترميم وصيانة المباني وفصول محو الأمية والمنح الدراسية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ومنحهم فرص عمل بعد ذلك ودعم المشروعات الصغيرة. الخطوة الأولى من المشروع هي جمع البيانات من خلال الاستبيانات والدراسات الاستقصائية، للتخطيط لتطوير أكثر كفاءة. من أجل توفير أفضل الفرص التنموية للقرى، فإن بعض الخدمات بدأت بالفعل مثل التدريب على صناعة السماد.

ولقد قمت بإعادة إطلاق هذا المشروع، الذي بدأه والدي ومؤسس سيكم، إبراهيم أبو العيش، وأجريت المرحلة الأولى من التقييم وبدأت البحث في بداية عام 2020، وما زال مستمراً رغم تأثيرات COVID-19، لأننا نؤمن أن أهمية التطوير لا تتوقف أبدا، خاصة في أصعب الأوقات.

 

شارك الخبر

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة