الدكتور محمود فوزي يكتب «الرياضة وذوي الهمم» .. مبادرة تنموية تستحق الإشادة
تواصل بعض المؤسسات ضرب المثل الأعلى والقدوة في انتهاج استراتيجيات المسئولية الاجتماعية والأخلاقية نحو فئات ...
تعد المخلفات البلاستيكية من أخطر المشكلات البيئية التي تواجه العالم في الوقت الراهن ، وبحسب الأمم المتحدة، فإنه يتم شراء نحو مليون قارورة مياه بلاستيكية كل دقيقة حول العالم، بينما يصل استخدام الأكياس البلاستيكية التي تستعمل مرة واحدة إلى 5 تريليونات كل عام ، وقد تضاعف هذا الرقم لنحو 300 مليون طن من المخلفات البلاستيكية كل عام، هذا الوزن الذي يعادل تقريبا أعداد البشر على الكرة الأرضية.
ومن المتوقع أن تتخطى نسبة المخلفات البلاستيكية في البحار والمحيطات نسبة الأسماك بحلول عام 2050، وتقتل النفايات البلاستيكية ما يصل إلى مليون طائر بحري و100 ألف من الكائنات البحرية ، حيث يقدر العلماء أن 60 في المائة من جميع أنواع الطيور البحرية قد أكلت قطعا بلاستيكية، وهو رقم مرشح للزيادة إلى 99 بالمائة بحلول عام 2050.
وصار تلوث البحار بالمواد البلاستيكيّة يشكل تهديدا مباشرا على توازن كل من الأنظمة البيئية البحرية وصحة الإنسان
ووفقا لدراسة بريطانية ، فإن التلوث البلاستيكي في محيطات العالم يكلف المجتمع الدولي مليارات الدولارات كل عام، فضلا عن ما يسببه هذا التلوث من فقدان ما يقدر بما بين 1 و5% من الفوائد التي يجنيها البشر من المحيطات ، وتبلغ قيمة الفاقد من هذه الفوائد، المعروفة باسم قيمة النظام البيئي البحري، ما يصل إلى 2.5 تريليون دولار سنويا.
تكمن مشكلة النفايات البلاستيكية في أن البلاستيك لا يتحلل حيويا بطريقة طبيعية، ولهذا تتسرب الجزيئات البلاستيكية إلى أجسام الكائنات الحية ، فضلا عن تركم النفايات البلاستيكية والبحرية في المحيطات.
وتم تنفيذ العديد من المبادرات والبرامج تطورت لتصبح سياسات وطنية لبعض البلدان للتخلص من النفايات البلاسيتيكة ، فهاهي الصين تعلن في بداية 2018 التوقف عن استيراد معظم النفايات البلاستيكية من الدول الغنية ، وتبنت العديد من البلدان الآسيوية الأخرى تلك الجهة ، فضلا عن توجه دول أفريقية لاكتشاف بدائل للاستفادة من تلك النفايات على سبيل المثال غانا.
وكانت الصين تستورد ، في الفترة الممتدة من 1992 إلى 2018 نحو 45 في المئة من نفايات العالم البلاستيكية، وقد أعلنت في بداية العام الماضي أنها ستتوقف عن استيراد القسم الأكبر من تلك النفايات ، حيث ثمة طموح ، له دوافع بيئية، تتعلق بالتلوث دفع الحكومة الصينية إلى إيقاف الاستيراد.
وعلى غرار الصين ، سئمت العديد من الدول الآسيوية من اعتبارها مكبا لنفايات العالم المتقدم ، فقررت هي الأخرى إعادة الحاويات إلى بلدانها الأصلية ، حاذية حذو الصين التي حظرت واردات النفايات البلاستيكية وهم ماليزيا والفلبين وكمبوديا وسريلانكا وإندونيسيا
التجربة الماليزية في التخلص من النفايات البلاستيكية
استقبلت ماليزيا خلال عام 2018 أكثر من سبعة ملايين طن من النفايات ، بعد أن زادت نسبة الاستيراد ثلاثة أضعاف عن 2017، لتصبح بذلك الوجهة الأولى للنفايات البلاستيكية فى العالم بعد أن كانت الصين تحتل هذا المركز سابقاً.
واسترعى هذا الأمر انتباه الحكومة الماليزية ، لتعلن الحرب على تلك النفايات البلاستيكية متخذة بذلك قرار بإعادة أكثر من ثلاثة آلاف طن من النفايات البلاستيكية غير القابلة لإعادة التدوير، إلى مصادرها الأساسية إلا وهى البلدان الغربية وأستراليا.
وقالت “يو بي ين” ، وزيرة البيئة والطاقة والتغير المناخي الماليزية ، إن بلادها اتخذت الخيار خوفا من أن تتحول إلى مكب للنفايات البلاستيكية التى تنتجها الدول الغنية.
ولم تكتف ماليزيا بهذا الخيار ولكنها قدمت نموذجا آخر يحتذى به في التخلص من النفايات البلاستيكية محليا عبر تجربة فريدة ، حافظت من خلالها على الحياة البرية والبحرية والتنوع البيئي بعيدا عن الملوثات والأضرار التي تتسبب في تدمير النظام الإيكولوجي على كوكب الأرض والإضرار بالكائنات الحية.
وداخل القارة السمراء ، برزت تجربة غانا في إعادة تدوير البلاستيك لتعبيد الطرقات ، حيث غالبا ما يشتكي سكان العاصمة من انتشار النفايات البلاستيكية في الشوارع حيث تنتشر جبال النفايات ، فطرحت فكرة إعادة تدوير مخلفات البلاستيك ليصنع منه مواد لتعبيد الطرقات
ومع أعمال البحث والتطوير في غانا ، نجح مجموعة من الشباب الغاني في تحويل النفايات البلاستيكية إلى وقود لتشغيل السيارات ولأغراض الاستخدام المنزلي ، لاسيما بعدما صار خطر النفايات البلاستيكية ظاهرة عالمية.
بدأت القصة حينما قامت الشركات الناشئة في غانا في تبني مبادرة للمساعدة في مواجهة تحدي تحويل النفايات البلاستيكية إلى وقود للاستخدام.
وتلقى المشروع دعما من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في غانا لبدء المرحلة الرائدة من هذه المبادرة.
وقام هؤلاء الشباب المبدعون بمشروعات لتحويل النفايات البلاستيكية إلى وقود مثل زيوت التشحيم والديزل والبنزين للاستخدام المنزلي ، وبرغم حصولهم على موارد محدودة للغاية ،
فقد اكتشف هؤلاء الشباب ـ من بلدة باندا نكانتا في منطقة برونج آهافو ـ وسائل لتحويل النفايات البلاستيكية إلى وقود يُرجى استخدامه لتشغيل السيارات والأجهزة المنزلية.
وبدأت مشروعات تحويل نفايات البلاستيك إلى وقود تكتسب قوة في صناعة الطاقة ، لاسيما مع زيادة الوعي بالضرر البيئي الكبير الناجم عن استخدام البلاستيك لمرة واحدة وعادات إعادة التدوير غير الكافية للناس مما دفع الباحثين إلى اللجوء إلى طرق بديلة للتخلص من إنتاج البلاستيك المتصاعد.
استخدم الشباب وسائل بسيطة للغاية ومحلية لتحويل النفايات البلاستيكية إلى وقود ، كما أن حلولهم تبشر بالخير ليس فقط في الحد من هذا التلوث المتفشي في غانا ولكن أيضًا في توفير فائدة اقتصادية كبيرة لبلادهم.
كما أن أنواع الوقود المشتقة من البلاستيك توفر احتراقا أنظف من المصادر التقليدية نظرا لانخفاض محتواها من الكبريت ، بالنظر إلى أن غالبية الدول النامية تستخدم الديزل الثقيل الكبريت.
وحصل هؤلاء الشباب المبدعون على منح دراسية كاملة في عام 2019 للجامعات العالمية في الولايات المتحدة في أعقاب أعلى الدرجات التي حققوها في اختبار SAT.
تواصل بعض المؤسسات ضرب المثل الأعلى والقدوة في انتهاج استراتيجيات المسئولية الاجتماعية والأخلاقية نحو فئات ...
كتب : محمد الغباشي “خذ الحكمة من الضرير فهو لايخطو بقدمه على الأرض حتى يستوثق ...
اعلنت مجموعه طلعت مصطفى العقاريه عن تبرعها بسداد قيمه التصالح في مخالفات ...
اترك تعليقا