الدكتور محمود فوزي يكتب «الرياضة وذوي الهمم» .. مبادرة تنموية تستحق الإشادة
تواصل بعض المؤسسات ضرب المثل الأعلى والقدوة في انتهاج استراتيجيات المسئولية الاجتماعية والأخلاقية نحو فئات ...
بقلم :جانا حاتم
يعد كلًا من الهيدروجين الأخضر والطاقة البديلة، من أهم الملفات على ساحة الاقتصاد الأخضر محليًا وعالميًا، حيث أعلن عدد كبير من البلاد حول العالم عن قيامهم بمبادرات للهيدروجين الأخضر، ومن الدول المصدرة للهيدروجين الأخضر أستراليا واليابان و النرويج والسعودية وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة و ألمانيا.
ويقدر الإنتاج العالمي من الهيدروجين بـ70 مليون طن سنوياً، و يستخدم في صناعة سماد الأمونيا والمواد الكيميائية مثل الميثانول، وإزالة الشوائب أثناء تكرير النفط، وأيضًا يعتبر ناقل للطاقة الكيميائية، مثل النفط والغاز، ويخزن ثلاثة أضعاف الطاقة لكل وحدة كتلة مثل البنزين التقليدي، وعندما يحترق في الهواء يتحد مع الأكسجين لإنتاج الماء مرةً أخرى.
وبالنسبة للطاقة البديلة فهي طاقة ناتجة من عمليات الطبيعة دون تدخل الإنسان وتتجدد بصورة دائمة، حيث يطلق مصطلح الطاقة البديلة على أي مصدر طاقة يمكن استخدامه كبديل عن الوقود الأحفوري مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الجوفية وطاقة الكتلة الحية، و لمعرفة المزيد عن الطاقة البديلة جمعنا لكم آراء الخبراء فيما يلي:
قال الدكتور ماهر عزيز استشاري الطاقة والبيئة و تغير المناخ، أن تنويع مصادر الطاقة يعتبر المحور الأول للاستراتيجية المصرية لعهد الطاقة الجديد، والذي يتحقق به كل إمكانات ووسائل تعزيز الإتاحية وإمكانية الوصول والقبول، والتي تعتبر من الدعامات الرئيسية لتأمين الحصول على الطاقة للجميع.
وأضاف أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أعطى لمحور تنويع مصادر الطاقة المكانة الأولى في تلك الإستراتيجية التى أعلنها في شهر أغسطس من عام 2014 في القمة العالمية للطاقة المتجددة بأبو ظبي، و تابع أن تنويع مصادر الطاقة هو أيضًا مبدأ عالمي لاستراتجيات الدول للطاقة حيث أطلق مجلس الطاقة العالمي نصه المشهور “Keep all energy options open”، بمعنى “احتفظ بجميع خيارات الطاقة مفتوحة”، موضحًا أن مصر تواكب التوجه العالمي في ذلك المضمار ومن هذا المنطلق يأتي التوجه الحالي للدخول السريع إلى عصر الهيدروجين الأخضر كطاقة متجددة تدعم إلى أبعد مدى التوسع في الطاقات المتجددة المولودة من الشمس و الرياح.
وأشار عزيز إلى أن هناك مكاسب اقتصادية و بيئية عديدة من استخدام الهيدروجين الأخضر، وتتمثل في الاستغلال الواسع للطاقات المتجددة الوفيرة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وذلك لأن إنتاج الهيدروجين الأخضر بتحليل الماء إلى هيدروجين وأوكسجين يحتاج إلى الكهرباء المتجددة.
ولفت إلى أن المكاسب أيضًا، التصدير التجاري للطاقة المتجددة في صورة الهيدروجين الأخضر باعتباره وسيلة رائعة لتخزين الطاقة المتجددة التى لا تخزن، موضحًا أن تكلفة تصدير الهيدروجين أقل 10 مرات من تكلفة تصدير الكهرباء بالكابلات البحرية، مشيرًا إلى أن خط أنابيب لنقل حوالي 3.8 مليون طن هيدروجين يدخل عائداً قدره 7 مليار دولار لخزانة الدولة.
وتابع، أن مكاسب استخدام الهيدروجين الأخضر تتضمن أيضًا، الإدخال التدريجي للهيدروجين الأخضر في إنتاج الكهرباء كبديل للغاز الطبيعي، مما يوفر كميات ضخمة من الغاز لصناعة الأسمدة والبتروكيماويات وقطاع النقل إلى أن يحل محلها تدريجياً في المستقبل، بجانب التدرج في إحلال الهيدروجين الأخضر محل الوقود البترول السائل الناضب في قطاع النقل.
وواصل أن استخدام الهيدروجين الأخضر، يساعد أيضًا في التوسع بإحلال الهيدروجين الأخضر محل الغاز الطبيعي الناضب في القطاع الصناعي، كما أن المكسب البيئي قيمته لا نهائية، حيث تتمثل أهميته في تقليص انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، مما يعمل على التوسع في نشر الهيدروجين الأخضر وتحسين مناخ الأرض و حمايتها.
كما أشار الدكتور ماهر عزيز، إلى أن الهيدروجين الأخضر يعد مستقبل الطاقة في العالم كون مصدره الوحيد يتمثل في المياه كونها مصدراً واسعاً، خلافًا للوقود الأحفوري الذي يعد ناضباً خلال 50 عاماً، موضحًا أن الهيدروجين الأخضر يعتبر البديل الأمثل لمستقبل الطاقة في العالم، ويشاركه أيضًا القوى النووية التى تكافح الغازات الدفيئة والتي تعتبر مصادرها موجودة بوفرة لألف سنة مقبلة، لافتًا إلى أن الاثنان معاً يشكلان المصادر الرئيسية لحافظة الطاقة العالمية في كل الدول تقريباً، وتابع أن الهيدروجين الأخضر يعتبر من أهم أنواع الهيدروجين كونه صديق للبيئة والمناخ.
وحول أنواع الهيدروجين، أشار الدكتور ماهر عزيز، إلى أنهم ثلاثة ويتمثلون في “الهيدروجين الأزرق، والرمادي، والأخضر”، موضحًا أن الهيدروجين الأزرق يتم إنتاجه من جميع أنواع الوقود الأحفوري وينتج عنه كميات ضخمة من ثاني أكسيد الكربون، أما الهيدروجين الرمادي فيعتبر نفس الهيدروجين الأزرق، ولكن بعد استخلاص ثاني أكسيد الكربون منه.
ولفت إلى أن الهيدروجين الأخضر يتم إنتاجه من تحليل الماء بالكهرباء المتجددة، ولا يصدر عنه أي قدر من غازات الاحتباس الحراري، مشيرًا إلى أن الهيدروجين الأخضر يجذب استثمارات ضخمة لمصر، نظراً للاحتياج الشديد إليه الآن ضمن بدائل مصادر الطاقة التى صار العالم يسعى إليها بجدية شديدة لمواجهة أزمات الطاقة الحالية.
وأوضح عزيز أن تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر، تعتبر مواتية حاليًا نظراً للخفض الكبير الذي أحرزه إنتاج الكهرباء المتجددة من مصادر الشمس والرياح.
من جانبه، أوضح الدكتور عادل بشارة خبير الطاقة المتجددة وتغير المناخ ورئيس مجلس إدارة شركة جريسول للطاقة الشمسية، أن الهيدروجين يستخرج من خلال عملية تحليل الماء باستخدام الكهرباء، من خلال عناصرها الأولية وهم “الأوكسجين والهيدروجين”، ويتم استخدام الأوكسجين كغاز ويوضع في الأنابيب و يستخدم في أعمال مختلفة، لافتاً أن الهيدروجين منتج من الكهرباء، ولا يتسبب في أي تلوث وبالتالي يطلق عليه الهيدروجين الأخضر، ويتم تمييزه عن أنواع الهيدروجين الأخرى.
وأضاف بشارة، أن الهيدروجين الأخضر مازال مكلفًا لكونه تحت البحث والتطوير، موضحًا أن العمليات الإنتاجية لأي صورة جديدة من صور الطاقة تكون مكلفة في البداية، لكونها في طور البحث والتطوير، ويتم إنتاجها بكميات قليلة، وبالتالي تكون التكلفة باهظة الثمن إلى أن يبدأ الإنتاج التجاري ثم التطوير الصناعي المستمر بخفض الأسعار.
وأشار إلى أن المثال الواضح على ذلك، يتمثل في الخلايا الشمسية التى تولد بالكهرباء مباشرة، موضحاً أنه منذ عشرين عامًا كانت الأسعار مرتفعة جداً، لكنها اليوم أصبحت في متناول اليد وباتت منافسة في توليد الكهرباء لجميع من المصادر التي تعتمد على البترول أو الغاز الطبيعي، أو غير ذلك، لذا لا يوجد قلق بشأن أسعار إنتاج الهيدروجين الأخضر لأنه مع الوقت والتطور التكنولوجي ستكون الأسعار منخفضة ومنافسة لأسعار الطاقة التقليدية.
ولفت عادل بشارة، إلى أنه لا يوجد شك أن أزمة الطاقة الموجودة في العالم حاليًا جعلت الطاقة في المرتبة الثانية من حيث الأولويات، لأن الجميع يركز على قوى العرض و الطلب في السوق، لافتًا إلى أن مسألة الاقتصاديات في الأوقات العادية تكون أمن قومي لدول مختلفة مثل الدول الأوروبية، موضحًا أن السعر لا يعتبر عنصر هام في اختيار مصدر الطاقة.
وحول الاهتمام المصري بالطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، أوضح عادل بشار، إلى أن مصر تولي اهتمامًا بالغًا بذلك الملف، حيث أنه عندما نتحدث عن الهيدروجين الأخضر بالضرورة نتحدث عن مشروعات الطاقة المتجددة، ومصر تمتلك خطة طموحة في مجالي “الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر”.
وأشار إلى وجود اتفاقيات ضخمة ومشروعات مستقبلية، تتمثل في مجموعة من الخطابات والبروتوكولات الموقعة بين مصر والدول المهتمة بالتعاون في ذلك المجال، وأتمنى أن يدخل كل ذلك حيز التنفيذ.
وحول مؤتمر المناخ cop 27، أوضح أنه من المعروف أن يشمل مؤتمر المناخ بعض الاتفاقيات التى ستوقع في مجال الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة، موضحًا أن مصر تولي اهتمامًا كبيرًا بالمجال، ويعتبر ذلك جزءَا من منصة تصدير الطاقة من خلال مصر وسيمثل ذلك جزءًا هامًا جداً في مجال الهيدروجين الأخضر.
وواصل الدكتور عادل، أنه يرغب في تصحيح معلومة للبعض، وهي أن الهيدروجين الأخضر ليس مصدر طاقة فمصادر الطاقة معروفة وتمثل المصادر التقليدية مثل الفحم والبترول والغاز الطبيعي، والمصادر المتجددة تتمثل في الشمس والرياح والكتلة الحيوية والطاقة المائية، بينما الهيدروجين الأخضر يعتبر صورة من صور الطاقة التجارية، حيث أننا نأخذ مصدر طبيعي و نخرج منه كهرباء أو نأخذ طاقة متجددة ونخرج منها طاقة خضراء وبالتالي يتم إنتاج الهيدروجين، لذلك يعتبر الهيدروجين سواء كان أخضر أو غير ذلك صورة من صور الطاقة التجارية المتداولة والتى نستطيع الاستفادة منها مباشرة، وذلك حتى يتم استخدامها في إنتاج أي صورة مطلوبة من الطاقة سواء طاقة حرارية أو كهربائية.
وأشار إلى أن العالم حاليًا متجه نحو الهيدروجين الأخضر وتبادل الطاقة في صورة هيدروجين مسال، والذي سيكون المسيطر على صورة الطاقة في العالم، لأن الهيدروجين عندما يتم حرقه ينتج طاقة حرارية وطاقة كهربائية غير ملوثة على الإطلاق للبيئة، كما ينتج ماء جيد صالح للشرب و الزراعة و الري.
وحول مشروعات الطاقة البديلة، أوضح عادل بشارة، أن مشروعات الطاقة البديلة تتمثل في مصادر الطاقة الطبيعية الغير ملوثة والتي لا تنتج ثاني أكسيد الكربون الذي يتسبب في مشكلة الاحتباس الحراري وارتفاع درجة حرارة الجو والذي يتسبب في ذوبان الجليد وارتفاع مستوى الماء في البحار والمحيطات مما يضر بالمناطق المحيطة بالسواحل ومنها بالطبع مصر ودلتا النيل والساحل الشمالي، لذلك يتم البحث حاليًا عن مصادر بديلة حتى يتم تقليل من مخاطر تغير المناخ والتى سيتضرر منها العالم أجمع، ونحن بالتأكيد نرى أثارها في الوقت الحالي، موضحًا أن الاهتمام حاليًا ينصب حول التخلص تدريجيًا من الطاقة التقليدية ووضع الطاقة البديلة مكانها، بجانب إدخال مصادر البترول والغاز الأخرى في صناعات البيتروكيماويات، وإنتاج منتجات أكثر فائدة من حرقها حتى يتم إخراج الطاقة.
وبالنسبة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، أوضح أنها تتميز بموقع هام لسببين، أولهما قربها من المناطق الصحراوية التي يتم فيها إنتاج الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، وثانيهما أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تعتبر منطقة بها موانئ تسمح بتصدير الهيدروجين الأخضر المسال إلى جميع أنحاء العالم، وهناك ميزة مهمة هي قربها من قناة السويس ومن المراكب والسفن العملاقة والأصغر حجمًا، وكل المراكب فيما بعد ستمتلك خزانات للهيدروجين الأخضر تعمل به، وسيتوقف استخدام المازوت و وجميع الأشياء الملوثة للبيئة.
و تابع عادل بشار، أنه في مجال الطاقة المتجددة على المستوى العربي فإن مصر والمغرب من البلاد المتفوقة على مستوى العالم في ذلك المجال، ولحقت بهما الإمارات و حالياً السعودية، و بالطبع هناك دول عربية بدأت تهتم بالطاقة المتجددة مثل الأردن، ولبنان ولكنها بالتأكيد توقفت بسبب الظروف الاقتصادية التي تمر بها في الوقت الحالي.
أما على المستوى العالمي، أوضح بشارة، أن الصين تعتبر المهيمنة على معدات إنتاج الطاقة المتجددة، وبالنسبة للهيدروجين الأخضر فإنه بدأ في الولايات المتحدة منذ اكثر من 50 عامًا و انتقل بعدها للدول الأوروبية، وحاليًا في اليابان و الصين، لذلك تقريبًا معظم الدول الأوروبية تعمل في مجال الهيدروجين الأخضر، لكونه مجالًا واعدًا وهام، وبكل تأكيد فإن الدول التى تمتلك هيمنة اقتصادية وقواعد صناعية متسعة هم أكثر من سيكون لهم فرص إنتاج الهيدروجين الأخضر على مستوى العالم.
تواصل بعض المؤسسات ضرب المثل الأعلى والقدوة في انتهاج استراتيجيات المسئولية الاجتماعية والأخلاقية نحو فئات ...
كتب : محمد الغباشي “خذ الحكمة من الضرير فهو لايخطو بقدمه على الأرض حتى يستوثق ...
اعلنت مجموعه طلعت مصطفى العقاريه عن تبرعها بسداد قيمه التصالح في مخالفات ...
اترك تعليقا